الحرفيون ينتفضون في وجه رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق

زوجال قاسم
في الوقت الذي تشهد فيه جهة الشرق حركة متنامية من تنظيم المعارض الجهوية للصناعة التقليدية، تزايدت الأصوات من الفاعلين الجمعويين والحرفيين، منتقدةً الطريقة التي تُدار بها هذه التظاهرات. فقد اعتبر هؤلاء أن “الاختلالات التنظيمية” المتكررة تهدد أهداف هذه المبادرات التنموية، وتُضعف من ثقة التعاونيات في مؤسساتها التمثيلية، ما يعرقل جهود التنمية المستدامة التي تهدف إليها هذه المعارض.
من بين هذه الأصوات، برزت الفاعلة الجمعوية إلهام گيطوني، رئيسة جمعية التفاؤل النسوية للتنمية والتضامن والأعمال الخيرية بمدينة وجدة، التي عبرت عن استيائها الكبير مما وصفته بـ”الإقصاء الممنهج” لتعاونيتها في العديد من المعارض التي تم تنظيمها مؤخراً. وفي تصريح لها لقناة إعلامية، وجهت گيطوني انتقادات شديدة لرئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق، متهمة إياه بـ”سوء التدبير وغياب الشفافية”، ما جعل الفاعلين المحليين في حالة من الإحباط والغضب.
وبحسب گيطوني، تواجه التعاونيات المحلية صعوبات متكررة في الحصول على فضاءات العرض الرسمية، رغم استيفائها لجميع الشروط القانونية اللازمة للمشاركة. وكشفت في إحدى الدورات السابقة أنها اضطرت لعرض منتجات تعاونيتها في الشارع العام، بالقرب من أحد المراكز التجارية، بعدما تم تخصيص الأجنحة الداخلية لعارضين آخرين “بشكل غير منصف” ودون مراعاة للمعايير المتفق عليها.
ورأت الفاعلة الجمعوية أن مثل هذه الممارسات لا تؤثر فقط على صورة الصناعة التقليدية في الجهة، بل تساهم في إحباط جهود النساء الحرفيات اللائي يسعين إلى تحقيق تمكين اقتصادي من خلال إنتاجهن المحلي. وأكدت على ضرورة اعتماد معايير واضحة وموضوعية في اختيار العارضين، مشددة على أهمية تكريس مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الفاعلين في القطاع، وهو ما من شأنه أن يعزز من مصداقية هذه المعارض ويجعلها منصة فعالة لتطوير الصناعة التقليدية.
تعد المعارض التي تنظمها غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق جزءًا من برنامج وطني يهدف إلى دعم قطاع الصناعة التقليدية في المغرب. هذا البرنامج يتم تحت إشراف الوزارة الوصية، وبشراكة مع الغرف المهنية والسلطات المحلية، ويهدف إلى توفير فضاءات للصناع التقليديين لعرض منتجاتهم والترويج لها، فضلاً عن تحفيز الابتكار والإبداع في هذا القطاع الحيوي.
من جهة أخرى، يمثل المعرض الجهوي الحالي الذي يقام في وجدة خلال الفترة من 14 إلى 22 أكتوبر الجاري، مناسبة هامة لتسليط الضوء على التنوع الثقافي والموروث الحرفي للمنطقة. إذ يشارك فيه أكثر من ستين عارضاً من مختلف فروع الحرف اليدوية والصناعات المجالية، من بينها منتجات الجلد والزربية التقليدية والنقش على الخشب والخزف والمصنوعات المعدنية. كما يعد المعرض فرصة هامة للتبادل المهني بين الحرفيين ولإبراز الأصالة والتفرد الذي يتمتع به التراث الحرفي للجهة الشرقية.
إذن، ورغم أهمية هذه المعارض في تنمية القطاع، تبقى الحاجة ماسة إلى إعادة النظر في تنظيمها وتحديد آليات شفافة وعادلة لاختيار المشاركين. فإرساء مبدأ تكافؤ الفرص وضمان نزاهة التنظيم هما مفتاح نجاح هذه المبادرات، وضمان تحقيق أهدافها التنموية على أرض الواقع.