الخلية الإرهابية المفككة تكشف استمرار تهديدات الساحل لشمال إفريقيا

 

خديجة بنيس: صحافية متدربة

أوقف المكتب المركزي للأبحاث القضائية اليوم، 3 أشخاص يشتبه في تورطهم في التحضير لتنفيذ عدة مشاريع إرهابية تهدد سلامة الأفراد والنظام العام. جاءت هذه العملية بناءً على معلومات دقيقة قدمتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

قدم الأستاذ عبد الرحمان المكاوي، الأستاذ الجامعي والخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، تحليلاً حول الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها. وأكد أن هذه الخلية لا تختلف كثيرًا عن سابقتها، حيث تتراوح أعمار أفرادها بين 18 و39 عامًا، ولديهم مستوى تعليمي ضعيف، وينشطون في مدن صغيرة.

وقد بايعت هذه الخلية أمير التنظيم في الصحراء الكبرى بمنطقة مينكا، وهي منطقة مثلث الموت الحدود الثلاثية بين بوركينا فاصو والنيجر ومالي، هذه المنطقة تعرف نشاط مكثف للتنظيمات الإرهابية.

ووفقًا للمكاوي، فإن تنظيم داعش يطلب من أتباعه تنفيذ عمليات إرهابية محلية قبل الانضمام إلى التنظيم في منطقة الساحل، وخاصة في منطقة مينكا، وأضاف أن هذه الخلية لا تختلف عن غيرها من الخلايا في سماتها وأهدافها.

ومن خلال تحليل البلاغ الصادر عن المكتب المركزي، أوضح الخبير في تصريح لقناة “ميدي 1” أن المكتب استعمل الإرهاب الفردي عوض الذئب المنفرد، مضيفا أن داعش الآن تسعى إلى تطبيق استراتيجية “عنقود العنب”، أي أن كل منخرط أو موالي للتنظيم يقوم بالعملية تمس بسلامة الأفراد والنظام العام بصفة منفردة بدون الرجوع إلى العنقود، ودون الحاجة إلى التنسيق مع مجموعة.

وأشار المكاوي إلى أن الخلية كانت موزعة بين مدينة فاس، والفنيدق، والجديدة، مما يشير إلى فعالية التغطية الأمنية المغربية. تعتمد الأجهزة الأمنية على المعلومات الاستخباراتية الحديثة والتكنولوجيا المتطورة، مما يعزز قدرتها على التدخل السريع.

أضاف المكاوي أن النشاط الإرهابي قد زاد بشكل كبير في دول الساحل، حيث نشطت جماعات مثل داعش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين بقيادة إياد غالي، والتي تمتلك عتادًا حربيًا متطورًا مثل الطائرات المسيرة. وصعدت هذه الجماعات هجماتها مؤخرًا، حيث شهدت مناطق مثل باماكو وبوركينا فاسو هجمات إرهابية خطيرة، أسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصًا الأسبوع الماضي.

أشار المكاوي إلى أن التحالف الدولي، الذي يضم 14 دولة، نجح في تقليص التهديدات القادمة من سوريا والعراق من خلال عمليات مكافحة الإرهاب. تمتلك الولايات المتحدة، على سبيل المثال، 900 جندي متخصص في مكافحة الإرهاب في سوريا و2500 جندي في العراق، وبالتعاون مع الجيش التركي، استطاعت أن تقلص حجم الخطر القادم من المنطقة.

ومع ذلك، فقد انتقلت التهديدات إلى آسيا الوسطى، بما في ذلك كازاخستان وأذربيجان، وبعض الدول الصغيرة في المنطقة، مما يمد الخلايا الإرهابية في أوروبا. يركز الأنتربول والشرطة الأوروبية حاليًا على هذه الخلايا الإرهابية القادمة من آسيا الوسطى.وفق المتحدث

وفي الختام، شدد المكاوي على أن الساحل الإفريقي يمثل تهديدًا كبيرًا لشمال إفريقيا، خاصة مع استمرار عدم استقرار ليبيا وجنوب الجزائر، وكذلك الخطر القادم من السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى