
حسين العياشي
تواصل جهة الداخلة – وادي الذهب تأكيد صعودها كأحد الأقطاب الاقتصادية الصاعدة في المغرب، فبحسب آخر إحصائيات المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية (OMPIC)، بلغ عدد المقاولات الجديدة المحدثة بالجهة إلى غاية متم ماي 2025 ما مجموعه 1.733 مقاولة، في مؤشر واضح على الجاذبية المتزايدة لهذا الفضاء الاقتصادي الذي يرسخ مكانته كقطب واعد بالجنوب.
الأرقام تكشف أن قطاع التجارة يظل الأكثر دينامية، مستحوذاً على 54,37% من مجموع المقاولات المحدثة، يليه قطاع الخدمات المتنوعة بنسبة 10,54%، ثم الصناعة (9,49%)، والفنادق والمطاعم (6,47%)، وقطاع النقل (6,21%). أما الفلاحة والصيد البحري، باعتبارهما ركيزتين تاريخيتين للجهة، فقد شكلا 6,04%، بينما بلغت حصة البناء والأشغال العقارية 5,60%. في المقابل، لا تزال تكنولوجيا المعلومات (0,66%) والأنشطة المالية (0,61%) تسجل حضوراً محتشماً، رغم تسجيل منحى تصاعدي.
من حيث الصيغة القانونية، تواصل الشركات ذات المسؤولية المحدودة ذات الشريك الوحيد (SARL-AU) تصدر اختيارات المستثمرين بنسبة 67,8%، تليها الشركات ذات المسؤولية المحدودة الكلاسيكية (31,6%). أما باقي الأشكال القانونية فلم تتجاوز 0,6%، وهو ما ينسجم مع التوجه الوطني العام.
على المستوى الوطني، بلغ عدد المقاولات المحدثة خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية 48.862 مقاولة، تتوزع بين 34.620 شركة و14.242 مقاولة فردية. وتصدرت جهة الدار البيضاء – سطات القائمة بـ 15.229 مقاولة جديدة، متبوعة بطنجة – تطوان – الحسيمة (6.231) ثم الرباط – سلا – القنيطرة (6.177). وفي هذا السياق، تبرز الداخلة – وادي الذهب بـ 1.733 مقاولة جديدة كقطب صاعد يعزز مكانتها على الخريطة المقاولاتية للمملكة.
بعيداً عن لغة الأرقام، تعكس هذه الدينامية الحيوية الاقتصادية التي تعيشها الداخلة، بفضل موقعها الاستراتيجي وانفتاحها على المحيط الأطلسي، فضلاً عن مناطقها الحرة قيد التطوير، ومناخ الأعمال المتنامي جاذبية. وهو ما يجعلها محركاً اقتصادياً في طور التشكل، يرتكز على التجارة والخدمات والسياحة، ويؤهلها لأن تتحول إلى أحد المراكز الإقليمية البارزة في مستقبل قريب.





