السكوري: لا للركوب السياسي على احتجاجات الشباب.. والمحاسبة هي مربط الفرس

حسين العياشي
اعتبر وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، أن الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها المملكة بقيادة جيل Z، تمثل “لحظة حقيقة ولحظة صدق”، تستدعي من المسؤولين، وعلى رأسهم الحكومة، تفاعلاً مباشراً وجاداً مع المطالب المطروحة، مع التأكيد على ضرورة النأي بالنفس عن أي استغلال سياسوي أو انتخابوي لهذه التحركات.
خلال استضافته في برنامج خاص على القناة الثانية، أوضح السكوري أن هذه التحركات منبثقة من صلب المجتمع المغربي ومن شباب ينتمون إلى الهوية الوطنية، وهو ما يستدعي التعامل معها بالاحترام الكامل لمضمونها، لتفادي أية تداعيات قد تكون أخطر في المستقبل.
وأشار الوزير إلى أن هذه المرحلة ليست مجرد احتجاجات، بل هي لحظة مسؤولية، حيث تُثار مطالب بالمحاسبة والاستقالة. وأكد أن “المحاسبة هي مربط الفرس لأنها تكشف عن حقيقة الأداء، لكنها يجب أن تُصاحب بنقاش موضوعي يستند إلى الوقائع وسردها الكامل”.
كما أكد السكوري أن الإعلام والمجتمع استفادا من هذه التحركات، حيث سرّعت النقاش الديمقراطي وحركت سياقاً سياسياً وإعلامياً كان راكداً، مضيفاً أن المطالب الحالية تتعلق بإصلاحات جوهرية في قطاعات حيوية. واعتبر أن المشكلة لا تقتصر على التواصل الحكومي فقط، بل ترتبط بـ أولويات الجيل الجديد التي لم تُأخذ بعين الاعتبار عند صياغة السياسات العمومية.
في السياق ذاته، لفت الوزير إلى أن التركيز الحكومي يجب أن ينصب على معالجة الاختلالات في الصحة والتعليم، وتوفير العيش الكريم، ومحاربة الفساد، مشيراً إلى أن الشباب اليوم لم يعد يقبل بمنطق التراتبية أو انتظار سنوات طويلة لتحقيق ذاته، بل أصبح يبني شخصيته ومعارفه بوسائل العصر الحديثة بشكل حضاري ومنظم.
السكوري أوضح أن جيل Z، خريج المدرسة المغربية رغم عيوبها، يتميز بـ القدرة على التنظيم والفصاحة ومقارنة تجاربه مع تجارب أخرى، حيث يشكل 60 إلى 70 بالمئة من شخصيته بنفسه عبر وسائل العصر الرقمي، ما يعكس وعياً واستقلالية أكبر في الرأي والتفكير.
أمّا فيما يخص الحلول العملية، كشف الوزير عن إجراءات لمعالجة الاختلالات في مدونة الشغل، لا سيما وضعية حراس الأمن الخاص الذين يعانون ظروف عمل صعبة واستغلالاً وظيفياً، مؤكداً أنه راسَل النقابات بشأن تعديلات تهدف إلى تشديد العقوبات على المخالفين وتحسين ظروف العمل، مع التزامه بإدراج هذه التعديلات في الدورة البرلمانية الحالية لإقرارها.
وأشار السكوري كذلك إلى أن الحكومة رصدت ميزانية بقيمة 1.5 مليار درهم لبرامج التشغيل الموجهة للشباب غير الحاصلين على شهادات، والذين يشكلون نواة المطالب الحالية، إلى جانب العمل على إصلاح شامل لمدونة الشغل.
واختتم الوزير حديثه بالتأكيد على ضرورة بناء الثقة في المؤسسات وتعزيز روح الإيجابية لدى الشباب، داعياً إياهم إلى التحلي بالصبر لرؤية نتائج الإصلاحات، مع المحافظة على الدفع الإيجابي الذي أحدثته هذه التحركات في المجتمع المغربي.