العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والصين.. تعزيز للتعاون وبناء للتحالفات في القارة الأفريقية

 

خديجة بنيس

في ظل محاولات الصين لإيجاد موطئ قدم داخل القارة الأفريقية، والتي تسعى فيها لتكون المنافس الأقوى لأوروبا، يُعتبر المغرب بوابة استراتيجية يمكن الاعتماد عليها لتحقيق أهداف الصين في القارة السمراء، نظرًا لعلاقاته القوية مع الدول الإفريقية.

كما يمكن الحديث عن توافق السياسات الاستراتيجية والخارجية بين المغرب والصين، حيث يسعى كل من البلدين إلى تعزيز التنمية وبناء جسور التعاون مع دول أخرى، حيث تسعى الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق إلى تعزيز الروابط الاقتصادية العالمية، بينما يهدف المغرب إلى تعزيز دوره كمركز استراتيجي في إفريقيا عبر المبادرة الأطلسية، مما يخلق تكاملاً بين الاستراتيجيات التنموية لكلا البلدين ويدعم تعاونهما المشترك مع الدول الإفريقية.

ويشكل المنتدى الصيني الإفريقي فرصة هامة لنقاش فرص التعاون الثلاثي بين المغرب والصين والدول الإفريقية جنوب الصحراء.

في هذا الصدد أفاد عبد اللطيف الهيلالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة بن زهر أن المغرب ومن خلال سلاسة مواقفه عبر الازمات التي يمر منها العالم من الازمة العراقية إلى الخليجية ثم الإسرائيلية العربية ومواقفه المحايدة في ما تعرفه القارة الأفريقية أو الازمة الروسية الاوكرانية جعل منه دولة موثوقة لربط علاقات سياسية و اقتصادية و اجتماعية بحكم موقعه الاستراتيجي و انفتاحه على كل دول العالم.

وأوضح المتحدث في تصريح ل”إعلام تيفي” أنه منذ اعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة انتقلت السياسة الخارجية للمغرب من سياسة مبنية على أساس تعزيز العلاقات الدبلوماسية أي سياسة التواجد عبر السفارات والقنصليات عبر دول العالم إلى سياسات متعددة الأبعاد.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية المغربية الصينية أفاد المتحدث أنه  منذ 2016 و على إثر الزيارة الملكية للصين الشعبية عرفت العلاقات الصينية المغربية تطورات متعددة بحيث انتقلت من مجرد علاقة دبلوماسية بحكم طبيعة النظامين وولاء كل واحد منهما إلى منطق التحالفات إما  شرق أو غرب إلى علاقة براغماتية مبنية على فرص الاستثمار الواعدة التي من الممكن دخول الطرفين فيها عبر سياسة المشاريع الكبرى و عبر عقد اتفاقيات شراكة لتمويل مجموعة من المشاريع بالمغرب في مجالات الطاقة و التقنيات الحديثة و تدوير النفايات و البنى التحتية .

في هذا الإطار عرفت العلاقة المغربية الصينية تحولا مضطردا على أساس منهجية رابح -رابح، ومن هذا المنطلق تعد هذه العلاقة بالنسبة للمغرب علاقة رابحة بحكم موقعه الجغرافي و استقراره السياسي، وهذا ما تبحث عنه الصين لتعزيز تواجدها بالقارة الأفريقية باعتبارها قوة عالمية من الناحية الاقتصادية. بحسب الهيلالي

وتابع المتحدث موضحا أنه عبر سياسة القوة الناعمة التي تنهجها الصين عبر العالم و بحكم علاقاتها التاريخية مع المغرب التي تمتد إلى القرن الرابع عشر، تريد حكومة الصين إحياء هذه العلاقة من خلال مجموعة من الاستثمارات تبتغي من وراءها جعل المغرب منصة اقتصادية للدخول إلى دول افريقيا جنوب الصحراء .

ومن هذا المنطلق يمكن القول أن المغرب و من خلال تثمين العلاقات الدبلوماسية و الاقتصادية مع دولة الصين الشعبية يبني علاقات سياسية لدعم القضية الوطنية باعتبار الصين من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

وأبرز الهيلالي أن سياسة تنويع العلاقات الدبلوماسية و الاقتصادية مع دول العالم وخاصة الدول الكبرى يضمن للمغرب استقلاله القراري و الدفاع عن مصالحه بدون مركب نقص، هذه السياسة أعطت أكلها خاصة في ما تعلق بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى