الفاتيحي “الدبلوماسية المغربية تكسب إجماعًا دوليًا حول الحكم الذاتي”

فاطمة الزهراء ايت ناصر صحافية متدربة 

شهدت المملكة المغربية سنة 2024 عامًا متميزًا على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، حيث واصلت تحقيق نجاحات بارزة عززت مكانتها الإقليمية والدولية. هذه السنة كانت شاهدة على استمرار المغرب في الدفاع عن سيادته الوطنية عبر مسار دبلوماسي متزن وفعّال، بالإضافة إلى تحقيق اختراقات نوعية في علاقاته الدولية وتعاونه الاقتصادي مع دول القارات المختلفة. في هذا المقال، نستعرض أبرز ملامح هذه الحصيلة التي تؤكد على الدور الريادي الذي تلعبه المملكة في المشهد العالمي.

وفسر مدير مركز الصحراء وافريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح الفاتيحي،  هذه الإنجازات بأنها استمرار للنهج الدبلوماسي الفعّال الذي تبنته المملكة المغربية، حيث استطاعت تحقيق انتصارات دبلوماسية متتالية عبر كسب مواقف دولية تدعم سيادتها الوطنية. وأشار الفاتحي إلى أن مبادرة الحكم الذاتي أصبحت تحظى بإجماع دولي كحل أنسب للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو ما يعكس نجاحًا في الدبلوماسية المغربية القائمة على الحوار والإقناع.

وكشف الفاتيحي في تصريح لموقع “إعلام تيفي” أن المملكة حققت  اختراقات دبلوماسية مهمة على مستوى القارة الأمريكية، حيث شهدت مواقف الدول تطورًا إيجابيًا لصالح المغرب. ومن بين هذه التحولات، الموقف البارز لدولة الأوروغواي التي قررت تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الوهمية وأعلنت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي. كما سجلت بنما خطوة مشابهة بتعليق علاقاتها الدبلوماسية مع البوليساريو وتأييدها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل للنزاع.

وأضاف على مستوى القارة الأفريقية، واصل المغرب تعزيز حضوره السياسي ووقف الاستفزازات الجزائرية التي تستهدف الوحدة الترابية للمملكة. كما تمكن من دفع عدد من الدول الأفريقية إلى سحب اعترافاتها بالجمهورية الوهمية في أفق طرد هذه الأخيرة من الاتحاد الأفريقي. هذه الخطوات جاءت في سياق رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة المغرب كفاعل أساسي في القارة الأفريقية.

من الناحية الاقتصادية، أكد الفاتيحي أن المغرب واصل تنفيذ استراتيجية تعاون جنوب-جنوب التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تأسيس اقتصاد أفريقي مندمج. من أبرز المشاريع في هذا الإطار، أنبوب الغاز الأطلسي الذي بدأ تنفيذه على أرض الواقع، حيث يشكل هذا المشروع أحد أبرز مظاهر التعاون الأفريقي المشترك ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة على مستوى القارة.

في سياق تقوية العلاقات الدولية وتعزيز موقع المغرب كجسر بين القارات، أعلن جلالة الملك عن المبادرة الملكية الأطلسية. تهدف هذه المبادرة إلى جعل المغرب مركزًا للربط القاري بين أفريقيا وأوروبا وأمريكا. كما ستُمكن دول الساحل من الوصول إلى منفذ بحري على المحيط الأطلسي، مما يعزز التعاون الاقتصادي والأمني في المنطقة حسب الفاتيحي.

ولقد أثبت المغرب خلال سنة 2024 قدرته على تعزيز مكانته الإقليمية والدولية من خلال رؤية استراتيجية واضحة وديبلوماسية فعّالة. هذه الإنجازات تؤكد أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق التنمية المستدامة والدفاع عن سيادتها ووحدتها الترابية، مما يعزز من دورها كدولة رائدة في المنطقة والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى