المسيرة الخضراء كانت وستبقى فخر كل الأجيال(فيديو)

بشرى عطوشي

اليوم الأربعاء سادس نونبر، يحتفل المغرب بالذكرى 44 للمسيرة الخضراء، ذكرى وطنية، بصمت تاريخ المغرب. ويمثل هذا الاحتفال فرصة للتذكير بنضال الشعب والملك الراحل الحسن الثاني، ضد الاحتلال الفرنسي والإسباني، ولكن أيضا للإشادة بالمغاربة الذين كرسوا حياتهم لتحرير المملكة من الاستعمار واستعادة أراضيه.

على الرغم من مرور 44 سنة على تنظيمها، لاتزال ذكرى المسيرة الخضراء حاضرة بقوة، من خلال مواصلة المسيرة بملك وشعب عازمين على جعل وحدة المغرب نموذجا لكل الدول والشعوب.

ورغم تربص الخصوم، يحتفل المغاربة من الأجيال القديمة المعاصرة للمسيرة، والأجيال الجديدة، بكل فخر بهذا الحدث التاريخي.

وتنظم مدينة العيون كل سنة احتفالية بمغربية الصحراء، وتقام هذه السنة مباراة في كرة القدم كاحتفال بالمناسبة بملعب الشيخ غزغاف، يشارك فيها العديد من نجوم كرة القدم العالميين، ك”تريزجيت، روجر ميلا، صامويل إيتو، جيانلوكا زامبروتا، بيبيتو، إيدميلسون، فيجو، ريفالدو، كافو، الحاجي ضيوف..” وغيرهم من اللاعبين.

وبالمناسبة يوجه جلالة الملك محمد السادس، خطابا للأمة المغربية، مساء يومه الأربعاء، على الساعة التاسعة مساء.

ويذكر بأنه منذ أن احتلت إسبانيا الصحراء المغربية في عام 1884، كافح المغرب لاستعادة أقاليمه الجنوبية. وفي سبعينات القرن الماضي، ردا على سياسة الزعماء الاسبان، قرر الملك الراحل الحسن الثاني، اعتماد استراتيجية سلمية لممارسة الضغط على المستعمر لحملِ إسبانيا على تسليم المغرب أقاليمه الصحراوية.

في ال 5 من نونبر لسنة 1975، وجه الملك الراحل الحسن الثاني، خطابا للشعب المغربي، لازالت الأمة المغربية فخورة به لحدود اليوم، كان دعا فيه مواطني المغرب للذهاب إلى الصحراء من اجل استرجاع الأقاليم الصحراوية المغربية، قائلا: “غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطأون طرفا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز”.

وقد بلغ عدد المغاربة الذين شاركوا في المسيرة الخضراء 350,000 مواطن من بينهم 10 في المائة من النساء، من جميع مناطق المغرب، إضافة إلى مشاركة وفود كل من المملكة العربية السعودية، والأردن، وقطر، والإمارات، وسلطنة عمان، والسودان، والغابون والسنغال، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وكان اختيار الملك الحسن الثاني لعدد المشاركين المغاربة يساوي عدد الولادات بالمغرب في تلك الفترة.

في الواقع لم يكن الأمر صعبا على الملك لإقناع المواطنين المغاربة بالذهاب إلى الصحراء، فالعلاقة الوطيدة بين العرش والشعب والحب والاحترام اللذان يتمتع بهما لدى أفراد الشعب ارتقى بذلك إلى مستوى الواجب الوطني الكبير، وما كان لقائد آخر أن يتمكن من جمع تلك الأعداد من المتطوعين بسهولة وفي وقت قياسي، إلا أن تكون له منزلة رفيعة في قلوب شعبه، ويحظى بحظ كبير من الحب والاحترام.

لهذا فالمغرب والشعب المغربي، ليسا في حاجة لإعطاء الدروس في الاحترام المتبادل بين العرش والشعب، وحب هذا الوطن والحفاظ على وحدة ترابه، فالمسيرة الخضراء خير دليل على انها كانت اكثر الدروس والرسائل السلمية، الموجهة لكل خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى