المغاربة يحلمون بمدرسة دامجة وصحة عادلة وعمل كريم

زوجال قاسم

أبرز تقرير أصدرته حركة “المواطنون” تطلعات المغاربة، ولاسيما فئة الشباب، تتركز حول أربعة تحديات هيكلية كبرى، تهم التعليم والتشغيل والصحة والمشاركة المواطنة، باعتبارها ركائز أساسية لتحقيق العدالة والكرامة والإنصاف.

ويشكل التقرير حصيلة جولة وطنية من “المقاهي المواطنة” شملت مختلف جهات المملكة، بمشاركة 2399 مواطنة ومواطناً، من بينهم مغاربة مقيمون بالخارج، واعتمدت مقاربة تشاركية لرصد انتظارات المواطنين وتصوراتهم لمستقبل أكثر عدلاً وشمولاً.

ويحلم المغاربة بتعليم ذي جودة عالية، وفق ما أبرزه التقرير، حيث انشغل المشاركون في التقرير بهشاشة البنيات التحتية وعدم ملاءمة البرامج الدراسية، إضافة إلى الفوارق القائمة بين الوسطين الحضري والقروي.

ودعا في هذا السياق إلى إرساء مدرسة حديثة، دامجة وتشاركية، قادرة على تنمية الإبداع وتعزيز قابلية التشغيل، باعتبار التعليم مدخلاً أساسياً لأي تحول اجتماعي واقتصادي.

أما بخصوص التشغيل، فأشار التقرير إلى أن البطالة وعدم الاستقرار المهني يشكلان مصدر قلق رئيسي، خاصة لدى الشباب، مسجلاً مطالب بتوفير فرص عمل كريمة ومستقرة، وتعزيز آليات التمويل والمواكبة لفائدة حاملي المشاريع، معتبراً أن العمل الكريم يشكل شرطاً للكرامة والاستقلالية.

كما سلط الضوء على التفاوتات المجالية وضعف الولوج إلى خدمات الرعاية الصحية، إلى جانب الحاجة المتزايدة للاهتمام بالصحة النفسية، مؤكدين على ضرورة توفير نظام صحي مجاني، عادل وذي جودة، يركز على الوقاية ويقرب الخدمات من المواطنين، باعتبار الصحة حقاً أساسياً ورافعة للرفاه الجماعي.

وفي ما يخص المشاركة المواطنة، عكس التقرير شعوراً بالإحباط لدى فئات واسعة من الشباب بسبب محدودية إشراكهم في اتخاذ القرار، داعيا إلى إرساء آليات مؤسساتية فعالة، من قبيل المجالس الشبابية والميزانيات التشاركية والمنصات الرقمية للتشاور، بهدف تعزيز المشاركة المواطنة كدعامة لديمقراطية حية وشاملة.

ويأتي هذا التقرير في إطار مبادرة “باش كيحلموا المغاربة؟” التي أطلقتها حركة “المواطنون” لفتح فضاء للنقاش العمومي الهادئ حول انتظارات المغاربة وتطلعاتهم، تحت شعار “لعيش مشترك أفضل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى