المغرب يحذر من انتشار الأسلحة بإفريقيا وتحويلها من قبل جماعات انفصالية

إيمان أوكريش

نبه المغرب المجتمع الدولي، خلال مؤتمر نزع السلاح المنعقد في جنيف يوم أمس الأربعاء 26 فبراير، إلى التحديات الأمنية التي تواجه القارة الإفريقية، محذرا من مخاطر انتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة، والتي تساهم في تقوية الجماعات الإرهابية والانفصالية، مما يهدد استقرار المنطقة.

وأكد عمر زنيبر، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، في بيان ألقاه أمام الاجتماع رفيع المستوى للمؤتمر، أن انتشار هذه الأسلحة يؤدي إلى تفاقم النزاعات القائمة ويزيد من حدة التوترات الأمنية في إفريقيا، مشددا على ضرورة جعل مكافحة الاتجار غير المشروع بها “أولوية قصوى”.

كما قال إن المغرب يدعو إلى تعزيز التعاون الدولي والإقليمي وغير الإقليمي لمواجهة مخاطر وصول هذه الأسلحة إلى جهات غير حكومية، وحث على التنفيذ الفعال للالتزامات الدولية في هذا الإطار، خاصة تلك المنصوص عليها في برنامج عمل الأمم المتحدة بشأن الأسلحة الصغيرة والخفيفة.

وعلى الصعيد العالمي، أشار زنيبر إلى أن تصاعد سباق التسلح، وتحديث الترسانات النووية، وعدم إحراز تقدم سافر في نزع السلاح، إضافة إلى تراجع العمل متعدد الأطراف، كلها عوامل تؤثر سلبا على بنية الأمن الجماعي، مؤكدا أن هذه التطورات تستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة.

وشدد السفير على أهمية استعادة مؤتمر نزع السلاح لدوره المحوري باعتباره المنصة التفاوضية متعددة الأطراف الوحيدة المخصصة لهذا الغرض، مثنيا على اعتماد برنامج عمل السنة الحالية تحت رئاسة إيطاليا، ومؤكدا ضرورة التزام جميع الأطراف بدفع مسار نزع السلاح قدما، لأن “التقاعس ليس خيارا”.

وأشار  إلى أن المغرب يعتبر نزع السلاح النووي أولوية أساسية، مؤكدا أن الضمانة الوحيدة الأكيدة ضد استخدام أو التهديد باستخدام الأسلحة النووية تكمن في إزالتها بشكل كامل، لا رجعة فيه، وقابل للتحقق منه.

وأضاف أن هذه القضية لا يمكن فصلها عن التحديات الأمنية الناشئة التي تلقي بظلالها على السلام العالمي، مشيرا إلى أن تطور التكنولوجيات العسكرية، مثل الذكاء الاصطناعي والأسلحة ذاتية التشغيل، يطرح تحديات أخلاقية واستراتيجية غير مسبوقة، مما يستلزم وضع إطار قانوني ملزم يضمن تحكما بشريا واضحا في هذه التقنيات ويمنع خروجها عن السيطرة.

واختتم زنيبر كلمته بالتأكيد على أن السلام ليس أمرا مفروغا منه، بل هو خيار يتطلب التمسك به وتجديد الالتزام به باستمرار، مشيرا إلى أن مؤتمر نزع السلاح يمثل رمزا لهذا الالتزام، حيث يجب أن يسود التعاون والعقلانية لمواجهة التحديات المشتركة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى