المغرب يستعد لشراكة عالمية جديدة تعيد رسم خريطة التجارة والاستثمار

حسين العياشي
يستعد المغرب للانخراط في إطار متعدد الأطراف غير مسبوق، يهدف إلى تحفيز المبادلات التجارية وجذب الاستثمارات، وذلك من خلال “شراكة من أجل مستقبل الاستثمار والتجارة” التي يجري حالياً تأسيسها بمبادرة من عدد من الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية.
هذا المشروع، الذي يُرتقب أن يشكل تحولاً في قواعد التعاون الاقتصادي الدولي، يسعى إلى إعادة تعريف العلاقات التجارية العالمية عبر تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وخلق بيئة أكثر شمولاً واستدامة للتبادل التجاري. دعوة المغرب للانضمام إليه تعكس الاعتراف بدوره المتنامي في الساحة الاقتصادية الدولية ورغبته في لعب دور محوري في صياغة التوازنات التجارية الجديدة.
وبالنسبة للفاعلين الاقتصاديين، فإن انضمام المملكة إلى هذه المبادرة يشكل فرصة لتعزيز تنافسيتها وتنويع شركائها التجاريين، في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على أطر للتعاون تتجاوز النزاعات التجارية التقليدية وتستجيب لتحديات الاستثمار المستدام.
المغرب، بفضل موقعه الاستراتيجي عند ملتقى إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، إضافة إلى بنياته التحتية الحديثة واتفاقياته التجارية المتعددة، يُنظر إليه كشريك مثالي في هذه الشراكة. كما أن دمجه في هذا الإطار من شأنه أن يعزز موقعه كـ مركز إقليمي للاستثمارات والتبادلات، وواجهة مفضلة للشركات الباحثة عن التموقع في أسواق ناشئة واسعة.
ويرى خبراء أن هذه الخطوة قد تُسرع من وتيرة تحول المغرب إلى منصة عالمية تربط بين القارات، وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية الاقتصادية المستدامة، في انسجام مع اختياراته الاستراتيجية لتعزيز انفتاحه الاقتصادي وتعميق اندماجه في المنظومة التجارية العالمية.