المنصوري تقر بأزمة السياسة في المغرب وتتهم العزوف الشعبي بتعميق الفتور الحزبي

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

اعترفت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وعمدة مراكش، بوجود تعثر واضح في المشهد السياسي المغربي، معتبرة أن خطاب الملك محمد السادس حول اليقظة السياسية يشخص بدقة حالة الجمود التي تعرفها الساحة الوطنية.

لكن المنصوري، ورغم هذا الاعتراف، حاولت تخفيف المسؤولية عن الأحزاب السياسية، موجهة اللوم نحو المواطن، وداعية الشباب إلى فهم طبيعة العمل السياسي والانخراط من داخل المؤسسات، هذا الطرح فتح باب التساؤل حول ما إذا كانت الأزمة ناتجة عن عزوف الشباب فعلا، أم عن ضعف الأحزاب وعجزها عن بناء جسور الثقة مع المواطنين وتقديم حلول واقعية لمشاكلهم.

وجاء حديث الوزيرة في لقاء خاص على القناة الثانية، حيث اكتفت بترديد الأرقام والمعطيات الرسمية دون أن تقدم أجوبة حقيقية حول الملفات الساخنة، وعلى رأسها استمرار احتجاج ضحايا زلزال الحوز أمام البرلمان، وأعلنت أن عدد الأسر المستفيدة من الدعم بلغ تسعة وخمسين ألفا، رافضة ما سمته بالمزايدات السياسية، غير أن مراقبين يرون أن الأرقام المقدمة لا تعكس الوضع المعيشي الحقيقي للأسر المتضررة.

وحاولت المنصوري تبرير الأزمة السياسية الراهنة بما وصفته بـشيطنة الساحة السياسية، معتبرة أن هناك خلطا بين النماذج السلبية والعناصر النزيهة داخل الأحزاب، غير أن هذا التبرير، وفق متتبعين، يغفل أن فقدان المصداقية لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة تراكمات لسنوات من الإخفاقات وضعف التواصل مع الشارع.

وشددت المنصوري على أنه لا يمكن بناء مغرب ديمقراطي من دون أحزاب قوية، غير أن الواقع، كما يرى كثيرون، يكشف عن فجوة متسعة بين الخطاب السياسي المعلن والممارسة الفعلية داخل المشهد الحزبي المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى