اليازغي ل”إعلام تيفي”: “مقر الفيفا بسلا مكسب استراتيجي للمغرب”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أكد المحلل الرياضي منصف اليازغي أن احتضان المغرب لمكتب الفيفا الجهوي يُعدّ مكسبًا استراتيجيًا كبيرًا، يفتح للمملكة آفاقًا أوسع في قيادة مشاريع تطوير كرة القدم على المستوى القاري والدولي.

وأوضح اليازغي ل”إعلام تيفي” أن المغرب، من خلال هذا المكتب، سيصبح حلقة وصل أساسية بين الفيفا والاتحادات الإفريقية، وسيتحول إلى نقطة انطلاق لعدد من القرارات والمبادرات التي تهم مستقبل اللعبة في إفريقيا.

وأبرز أن التموقع الجغرافي، والبنيات التحتية المتطورة، والخبرة المتراكمة، كلها عوامل منحت المغرب هذه الأفضلية، مضيفًا أن وجود المكتب في الرباط سيمكن الأطر المغربية من الاندماج أكثر في دواليب اتخاذ القرار داخل المنظومة الكروية العالمية.

المغرب يوقع بروتوكول "مقر الفيفا"وكشف اليازغي أن المغرب لم يتردد في الوفاء بالتزاماته تجاه الفيفا منذ التوقيع على اتفاق إحداث المكتب يوم 16 دجنبر 2024 بمراكش، خلال حفل توزيع جوائز الكاف، والذي جمع رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ورئيس الفيفا جياني إيفانتينو، ورئيس الجامعة فوزي لقجع.

وأكد أن المكتب أنجز في وقت قياسي لم يتعد 18 شهراً، وهو إنجاز عكس التزام المغرب العملي وتفوقه في إدارة المشاريع الرياضية الكبرى، حيث تم تشييده في قلب مركب محمد السادس لكرة القدم بسلا، في منطقة تعرف دينامية تطويرية كبيرة.

وأوضح أن مكتب الرباط ليس أول مكتب للفيفا في إفريقيا، فقد سبقته مكاتب أخرى في دكار، جوهانسبرغ، وكيغالي، إلا أن هذا المكتب هو الأول في شمال إفريقيا، ويتميز بمهام استراتيجية تتجاوز بكثير نظيراته، إذ سيكون مخاطبًا رئيسيًا للفيفا في المنطقة، وفضاء دائمًا لتنسيق الجهود مع الاتحادات الوطنية، ومواكبة تنزيل برامج مثل “فيفا فورورد”، التي تهدف إلى تمويل وتكوين وتطوير البنيات الكروية على امتداد القارة.

وأكد أن المكتب لا يقتصر فقط على البعد الإداري، بل يحمل رمزية قوية، خاصة وأن الفيفا جعلته أحد مكاتبها المحورية القليلة في العالم إلى جانب مكاتب باريس وميامي وجاكارتا.

المغرب يحتضن أول مقر لـ"الفيفا" في إفريقيا بحضور إنفانتينو وموتسيبيوأبرز أن الرئيس جياني إيفانتينو، خلال كلمته يوم الافتتاح، وصف اللحظة بالتاريخية، مشددًا على أن مكتب الرباط سيكون مركزًا عالميًا يؤثر في كرة القدم ليس فقط بالمغرب أو إفريقيا، بل في مختلف أنحاء العالم، قائلاً: “من هنا من المغرب سنوحد العالم”.

وأشار اليازغي إلى أن المغرب التزم، كما هو معمول به في جميع البلدان التي تحتضن مكاتب للفيفا، بتوفير العقار والبنية التحتية، وتسهيل المساطر الإدارية والقانونية، وتمكين موظفي الفيفا من الإقامة والعمل في ظروف مناسبة.

وأضاف أن المغرب، بفضل توفره على مركب محمد السادس، استطاع استيعاب المكتب الجديد بسهولة، دون كلفة عقارية مرتفعة، كما أن كل التسهيلات المتعلقة بالضرائب والجمارك والإقامة تم توفيرها وفق المعايير المعتمدة دولياً.

وكشف أن المكتب سيجمع موظفين من جنسيات متعددة، إلى جانب أطر مغربية، مما يعزز صورة المغرب كبلد منفتح وكفؤ في استقطاب الكفاءات الدولية. مشيرا إلى أن المكتب الجهوي سيُشرف، وفق ما تم تداوله، على يد موظفة بلجيكية سابقة بالفيفا تُدعى نادين، وهو ما يؤكد البعد العالمي لهذا المشروع.

واعتبر اليازغي أن افتتاح المكتب جاء في لحظة رمزية، تزامنًا مع نهائي كأس إفريقيا، والاحتفال بعيد العرش، وانتهاء أشغال ملعب الأمير مولاي عبد الله، والإعداد لإطلاق مؤسسة “المغرب 2030″، ما يبرز دقة اختيار التوقيت وانخراط المملكة في رؤية متكاملة توظف الرياضة كرافعة تنموية وحضارية.

وقال أن هذه الخطوة ليست سوى بداية لمسار أكبر، ونجاح المغرب في احتضان المكتب يترجم تراكمات سنوات من العمل الجاد، والإيمان برؤية ملكية جعلت من كرة القدم المغربية نموذجًا يحتذى قارياً ودولياً، مضيفًا أن الأشهر القادمة قد تحمل مفاجآت أخرى تعزز موقع المغرب على خارطة القرار الكروي العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى