امرأة فرنسية من أصل جزائري تسقط في قبضة الجمارك بباب سبتة

حسين العياشي
كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة صباحا، عندما تحركت الشكوك حول سيدة تستعد لمغادرة التراب الوطني، عبر مركز باب سبتة. لم تكن مجرد مسافرة عادية، بل امرأة فرنسية من أصل جزائري، في الثالثة والثلاثين من عمرها، تحمل في سيارتها حمولة غير عادية. دقائق من التفتيش الدقيق، كانت كافية لكشف المستور: 85 كيلوغراما من مخدر الشيرا مخبأة بإحكام داخل خزان الوقود وتحت علبة مبدل السرعة، في مخابئ أُعدت خصيصا لهذا الغرض.
التنسيق المحكم بين مصالح الجمارك وعناصر الأمن الوطني، حوّل تلك اللحظة إلى مشهد سقوط مدوٍّ لعملية تهريب كبرى كانت في طريقها إلى أحد الموانئ الأوروبية. فالسيارة التي بدت للوهلة الأولى عادية، تحولت في لمح البصر إلى دليل إدانة، والمشتبه فيها إلى خيط يقود نحو شبكة محتملة تتجاوز حدود البلد.
النيابة العامة لم تتأخر في إصدار تعليماتها، فجرى إحالة الموقوفة على المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتطوان، ووُضعت تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث.
أما السيارة والمخدرات المحجوزة فقد سُلّمت للجمارك لتحديد مطالبها المالية من العملية، في انتظار أن يكشف التحقيق عن امتدادات هذا النشاط الإجرامي محليا ودوليا، وعن كل من يقف وراءه.
القضية لم تكن مجرد واقعة معزولة، بل حلقة جديدة في مسلسل طويل من الحرب التي تخوضها الأجهزة الأمنية المغربية عند المعابر الحدودية، حيث تشتد المعركة ضد التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية. معركة تُدار بحزم وصبر، ويظل الرهان الأكبر فيها حماية الحدود وصون صورة المغرب، كجدار صلب في مواجهة شبكات عابرة للقارات لا تعرف سوى لغة المال والمخاطرة.