باريس : حركة “ماك” تصوت بالإجماع على قيام دولة القبايل وانفصالها عن الجزائر

بشرى عطوشي 

أعلن فرحات مهنا، زعيم الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل، أنّ المؤتمر الاستثنائي للحركة المنعقد في باريس  صوّت بالإجماع لصالح خيار الاستقلال، في خطوة عدّها وفاء للوعد الذي قطعه قبل أشهر للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حين وجّه إليه رسالة رسمية حذّره فيها من أن تجاهل مطالب الشعب القبائلي سيُعتبر ترخيصا بإعلان الاستقلال عن الجزائر.

وبعد أن قابلت الرئاسة الجزائرية رسالته المؤرخة في 13 شتنبر الماضي بالصمت، والتي دعا فيها إلى تنظيم استفتاءٍ “سلمي وشفاف لتقرير مصير القبائل”، خرج مهنا من منفاه في باريس ليحوّل التهديد إلى واقع، معلنا أمام أنصاره عن “ميلاد دولة القبائل الحرة” ابتداء من دجنبر المقبل.

ويقول مهنا أن الخطوة جاءت تتويجا لمسار طويل من التصعيد بين حركة “الماك” والنظام الجزائري، بلغ ذروته حين اختار مهني التاريخ والساعة بدقّة رمزية تعيد إلى الذاكرة معركة إيشيريدن سنة 1857، حيث فقدت القبائل سيادتها أمام فرنسا، راغبا في أن يربط الماضي بالحاضر، وأن يوجّه رسالة إلى النظام الجزائري بأن الهوية التي قُمعت بالسلاح والقانون قد “استعادت اليوم صوتها بالقرار” حسب تعبيره.

 

وفي الوقت الذي التزمت فيه الرئاسة الجزائرية صمتا مطبقا، رفع مهنا علم القبائل أمام حشد من أنصاره مرددا “عاش شعب القبايل” .

وأكد فرحات مهنا، زعيم “الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل” المعروفة اختصارًا بـ”الماك”، أنه مساء 14 دجنبر 2025، عند الساعة السادسة وسبعٍ وخمسين دقيقة مساء، سيتم إعلان استقلال منطقة القبائل عن الجزائر رسميا في خطوة غير مسبوقة يعتبرها أنصاره بـ “لحظة استعادة الكرامة والحرية بعد قرنٍ ونصف من فقدان السيادة”.

وعمدت الحركة إلى بث بلاغ مطوّل بُث عبر القنوات والمنصات الرسمية التابعة للحركة، قال فيه مهنا إنه “يشرف على أقدس مهمة يمكن أن يضطلع بها إنسان في حياة أمة، وهي إعلان استقلالها”، مشيرا إلى أن القرار لم يكن انفعاليا أو فرديا، بل ثمرة إجماع المؤتمر الاستثنائي للحركة المنعقد في باريس بتاريخ 19 أكتوبر 2025، والذي صوّتت فيه كلّ التنسيقيات الممثلة للجاليات القبائلية في الخارج لصالح خيار الاستقلال، بعد ما وصفه بـ”انغلاق الأفق السياسي داخل الجزائر وتعنت النظام العسكري ورفضه المتكرر لأيّ مسار تفاوضي أو استفتاء لتقرير المصير”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى