بعد سنتين من زلزال الحوز.. خطاب أخنوش يثير الجدل والواقع يكذّب الرواية الرسمية

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أثار تصريح رئيس الحكومة عزيز أخنوش حول ضحايا زلزال الحوز، خلال حواره على القناتين العموميتين، موجة واسعة من الانتقادات بعدما قال إن غالبية المتضررين الذين دُكّت بيوتهم في 8 شتنبر 2023 فرحانين.
غير أن المشاهد القادمة من أعالي جبال الحوز وشيشاوة وتارودانت تنقل صورة مغايرة تماماً؛ خيام تغرقها الأمطار، أسر تقضي عامها الثالث في العراء، وصرخات لا تجد آذاناً صاغية.
تصريحات أخنوش تزامنت مع الذكرى الثانية للفاجعة، التي أحيتها عشرات الأسر بوقفة احتجاجية أمام البرلمان، في وقت أعادت الطبيعة تذكير الحكومة بالملف عبر أمطار غمرت بعض الدواوير، وأكدت أن المعاناة لا تزال مستمرة وأن الوعود الرسمية لم تتحول إلى واقع.
ورغم محاولات رئيس الحكومة رسم صورة وردية عن فرح الساكنة بالمنازل المبنية، تناقل رواد مواقع التواصل كلامه بنبرة من السخرية، مستحضرين أنه لم يزر المنطقة إلا بعد أسبوعين من الزلزال، وأن عودته الأخيرة من عطلة في جزيرة سردينيا زادت من غضب الرأي العام.
لكن الواقع على الأرض أكثر تعبيراً مما يُسوق عبر الشاشات. فالحسين مسحات، عضو السكرتارية الوطنية للائتلاف المدني من أجل الجبل، أوضح في ندوة صحافية بالرباط أن الحصيلة متواضعة وأن آلاف الأسر ما تزال تعيش في الخيام، متحدياً المسؤولين أن يقوموا بزيارات ميدانية ليروا حقيقة ما يجري في القرى المنكوبة.
وأشار ل”إعلام تيفي” إلى المفارقة بين سرعة إنجاز مشاريع ضخمة، مثل إعادة تأهيل مركب مولاي عبد الله في 18 شهراً، وبين البطء الشديد في إعادة إعمار بيوت المنكوبين.
وأكد مسحت أن المناطق الجبلية لا تزال تعاني من خصاص مهول في الخدمات الأساسية، من غياب الأطباء بالمستوصفات إلى ضعف تغطية الاتصالات والإنترنت.
وذكّر بخطاب الملك محمد السادس في عيد العرش الأخير، الذي شدد فيه على رفض مغرب بسرعتين، معتبراً أن هذا هو لبّ مطلب ائتلاف الجبل؛ تقليص الفوارق المجالية وإنصاف المناطق المهمشة.
وبين خطاب رئيس الحكومة الذي يتحدث عن فرح المتضررين، والواقع الذي يئن تحت وطأته آلاف الأسر، يظهر بوضوح أن الفجوة بين ما يُقال في الرباط وما يُعاش في القرى العميقة ما تزال قائمة، وأن الوقت قد حان للانتقال من لغة الأرقام والتسويق السياسي إلى لغة الحقيقة والإنصاف.