بنسعيد: المهرجانات ليست ترفًا.. بل رافعة للرواج الاقتصادي بعد سنوات من الغياب

حسين العياشي
تفاعل وزير الشباب والثقافة والاتصال، المهدي بنسعيد، مع الانتقادات التي وُجّهت للمهرجانات التي تشرف عليها الوزارة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تدفع بعض المواطنين إلى اعتبار أن الأموال المرصودة لهذه الفعاليات كان الأجدر توجيهها إلى برامج اجتماعية ذات أولوية. وردّ بنسعيد قائلاً: “المهرجانات ليست ضياعًا للوقت، بل هي رواج اقتصادي وفرص شغل مباشرة وغير مباشرة داخل المدن”، مؤكداً أن الحضور الجماهيري الكبير خلال الفعاليات الثقافية يعكس مكانة الثقافة في وجدان المغاربة، وأنها ليست مجرد هواية أو ترف.
وأكد الوزير أن المهرجانات تخلق دينامية اقتصادية واضحة، حيث تستفيد منها قطاعات متعددة من السياحة والفندقة إلى النقل والمطاعم والتجارة المحلية، مشددًا على أن الثقافة رافعة حقيقية للتنمية.
وتكتسب هذه التصريحات أهمية خاصة إذا استُحضر ما عرفته المملكة خلال السنتين اللتين أعقبتا جائحة كوفيد-19، حين غابت المهرجانات عن المشهد الثقافي في فصل الصيف، ما خلّف فراغًا كبيرًا على المستويين الثقافي والترفيهي. فقد توقفت فعاليات عديدة كانت راسخة في أجندة المغاربة، من مهرجان كناوة بالصويرة، وفيزا فور ميوزيك بالرباط، وتويزا بطنجة، إلى مهرجانات سياحية وترفيهية أخرى تتزامن عادة مع عودة أفراد الجالية المغربية.
غياب هذه الفعاليات آنذاك لم يكن مجرد حدث ثقافي، بل كان له أثر اقتصادي مباشر، حيث حُرمت مدن عديدة من عائدات مهمة كانت تنعش اقتصادها خلال فترة الصيف. على امتداد سنوات ما قبل الجائحة، كانت المهرجانات تدر مداخيل كبيرة على المطاعم ودور الكراء والفنادق، وتساعدها على تجاوز فترات الركود.
في ظل هذا السياق، يبدو أن عودة المهرجانات بقوة تحمل أبعادًا تتجاوز البُعد الفني، لتصبح رهانًا اقتصاديًا واجتماعيًا يعوّل عليه في إنعاش مدن بأكملها، وتثمين صورة المغرب كوجهة ثقافية وسياحية إقليمية ودولية.





