بهذه الخلطة السحرية.. تمكنت الصين من القضاء على فيروس كورونا

بشرى عطوشي
عندما بدأ انتشار فيروس كورونا في الصين، ظنت الشعوب أن هذه الدولة المليارية، ستكون من أكبر المتضررين بالوباء، إلا أن في 27 من فبراير 2020، بدأت دول العالم تتساقط تباعا بتسجيل إصابات أعلى لأول مرة بفيروس كورونا،
وفي العاشر من مارس 2020، جرى الإعلان في الصين، أنه قد تمت السيطرة على الفيروس في مقاطعة هوبي مركز تفشي المرض. وبدأت دول العالم تغرق بالفيروس القادم من الصين، في الوقت الذي أصبحت فيه هذه الدولة المليارية تتعافى منه.
التطور التكنولوجي خلطة سحرية مهمة
تعتبر الصين من الدول المتطورة تكنولوجيا، وبشهادة العديد من الخبراء، فالصين تمكنت من احتواء الوضع، عن طريق الانضباط وهذا أول امتياز يتوفر عليه الصينيون، حيث أكد بروس ايلوارد، مسؤول فريق خبراء التحقيق بمنظمة الصحة العالمية، أن الصين ابتكرت استراتيجية لا مثيل لها في التاريخ.
فقد قامت بكين بفرض أكبر حجر صحي في العالم على 60 مليون شخص، وبنت مستشفيات مؤقتة مجهزة بشكل كامل، في غضون 10 أيام.
ربوتات تكشف عن الفيروس وتراقب الوضع
وهنا برز دور التكنولوجيا في مواجهة الفيروس القاتل، حيث استغلت الصين الرجال الآليون أو ما يسمى بالربوتات لتقليل الاحتكاك بين البشر، وظهرت ربوتات “ممرض”، يفحص الواحد منها، 10 أشخاص في وقت واحد، كما كنت هناك “ربوتات” توصيل الطلبات وجيش من طائرات “الدرون” للمراقبة، وربوتات معقمة، والربوتات الجوالة التي تكشف المصابين في الشارع وتوجه نصائح صوتية للمارة، كما تم ابتكار خوض خاصة بعناصر الشرطة التي تستطيع بدورها كشف المصابين بالفيروس، عبر قياس درجة حرارة الجسم عن بعد.
“البيغ داتا” عنصر هام في الخلطة
ومن المعلوم، أن الصين تمتلك تكنولوجيا مراقبة متطورة جدا على مواطنيها، بحيث هناك أزيد من 300 مليون تراقب الجميع، بحيث تتعرف على الوجوه، وهي الآن تستطيع الكشف عن المصابين بكورونا، وتحديد أسمائهم وأرقامهم الوطنية ومواقعهم، وفي هذا الشأن فالصين تعتمد على البيانات الكبرى أو ما يسمى “Big Data “.

فقد اعتمدت حكومة الصين، على السجل الصحي والملف الجنائي وخارطة السفر عبر وسائل النقل كالحافلات والقطارات مثلا، لمعرفة الأشخاص الذين خالطهم أي مصاب بالمرض، ومن تم يتم القيام بالحجر عليهم صحيا.
“علي بابا” تطور تطبيق رمز “كيو آر”
من جانب آخر طور المبرمجون تطبيقا مهما، فبمجرد إدخال الاسم ورقم البطاقة الوطنية سيتم التعرف على الأشخاص المشكوك بإصابتهم في محيطك. كما قامت شركة “علي بابا” بتطوير رمز “الكيو آر” “QR COODS “، مرتبطا ببيانات الحكومة ليصبح في جيب المواطن ما يسبه إشارة المرور بثلاثة ألوان تعبر عن وضعه الصحي، وهو الرمز الذي يجب إظهاره في غالبية وسائل النقل العامة ومتاجر التسوق.

كما دعت الحكومة الصينية، المواطنين للإبلاغ عن أصدقائهم، وأقاربهم وجيرانهم في حال شعروا بأنهم يخفون المرض، عبر فيديوهات، ورسائل نصية.
يمكن القول أن هذه الإجراءات كانت قاسية وما تم انتهاجه كان انتهاكا للخصوصية، لكنه كان الوسيلة الناجحة والمثالية للحد من انتشار الأوبئة، خصوصا وباء كورونا المستجد.
فبفرضها مزيجا من الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، غيرت مسار انتشار الكورونا، تحت رقابة تكنولوجية متطورة جدا.
وبعد شهور قليلة أغلقت المستشفيات المؤقتة في ووهان، وتمكنت جيوش التكنولوجيا والبيانات الكبرى من محاصرة الفيروس القاتل، وستكون النموذج الأمثل لعدد من دول العالم الأخرى، وبهذا ستزدهر الصين مرة أخرى ببيع خلطتها السرية للآخرين، وسينجو العالم من فيروس كورونا الذي انطلق من الصين، بأسلحة هذا البلد المتطورة.





