بوريطة: “التدخل الملكي الحاسم وراء تأمين الأصوات داخل مجلس الأمن”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن التدخل المباشر لجلالة الملك محمد السادس كان حاسما في تأمين الأغلبية داخل مجلس الأمن الدولي لصالح القرار الداعم لمغربية الصحراء.
وأوضح أن ما تحقق لم يكن صدفة، بل ثمرة عمل دبلوماسي دقيق ومتواصل قاده جلالة الملك شخصيا بتوجيهاته واتصالاته المكثفة مع عدد من قادة الدول المؤثرة.
وكشف بوريطة، خلال استضافته في إحدى القنوات التلفزيونية، أن قبل خمسة أيام فقط من جلسة التصويت، لم يكن المغرب يملك سوى دعم ست دول، بينما يتطلب تمرير القرار تسع أصوات على الأقل دون استخدام حق النقض (الفيتو)، وهنا جاء التدخل المباشر لجلالة الملك الذي تابع الملف بشكل يومي وأجرى اتصالات متواصلة مع عدد من رؤساء الدول، ما مكن من تأمين الأصوات التسعة ثم الوصول لاحقا إلى أحد عشر صوتا مؤيدا لمغربية الصحراء.
وأوضح الوزير أن المجلس كان صعبا هذه المرة نظرا لتركيبته المعقدة، مشيرا إلى أن وجود دول مثل باكستان وغويانا والصومال جعل المهمة بالغة الصعوبة، لأن لكل واحدة منها خلفياتها ومشاكلها الداخلية وهشاشاتها السياسية.
وأضاف أن المجلس الحالي يضم دولا تختلف عن سابقاتها، إذ لم تعد الإمارات ضمن الأعضاء، وحلت محلها دول مثل الجزائر، وغويانا، وباكستان، وسلوفينيا، والدنمارك، فضلا عن دول أوروبية كاليونان وسلوفينيا لا تربطها بالمغرب علاقات وثيقة مثل البرتغال مثلا، ما جعل التحدي أكبر من أي وقت مضى.
وأشار بوريطة إلى أن الوضع كان معقدا كذلك على مستوى التوازنات الجغرافية داخل المجلس، الذي يضم كوريا وباكستان في آسيا، وغويانا وبنما في أمريكا اللاتينية، موضحا أن بعض هذه الدول ما تزال حديثة العهد بدعم المغرب، مثل بنما التي سحبت اعترافها بالكيان الوهمي قبل سنة فقط، وهو ما جعل موقفها حساسا في التصويت.
وأكد الوزير أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا شكلت الدعامة الأساسية للقرار، بعد تفاعلها الإيجابي مع الجهود الملكية المباشرة، مضيفاً أن هذه الدول الثلاث دعمت التوجهات الملكية بشكل واضح، ما سمح بتمرير القرار في أجواء توافقية مثمرة.
وشدد بوريطة على أن ما تحقق في مجلس الأمن لم يكن محض صدفة، بل هو تتويج لمسار طويل من الدبلوماسية الهادئة والمسؤولة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس بثبات ورؤية استراتيجية بعيدة المدى، مضيفا أن القرار الأممي الأخير كرس الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، ورسخ مكانة المملكة كفاعل موثوق يحظى بالاحترام والتقدير داخل المنتظم الدولي.





