بين وفرة العرض و غياب الطلب.. أسعار اللحوم الحمراء تضعف القدرة الشرائية للمواطن

فاطمة الزهراء الدرس : صحافية متدربة
يشهد سوق اللحوم الحمراء في المغرب ارتفاعًا مستمرا في أسعار هذه المادة الحيوية، التي أبت أن لا تقل عن 100 درهم للكيلوغرام، رغم وفرة العرض و تراجع الطلب بشكل ملحوظ، خلال الأسابيع الأخيرة ، مما أثار استغراب المستهلك المغربي الذي يجد نفسه أمام أثمنة لاتتناسب مع قدرته الشرائية.
ورغم هذا التراجع الكبير في الإقبال إلا أن الأسعار ماتزال مستقرة عند مستويات مرتفعة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه المفارقة و يرجع متتبعون الوضع إلى الهوامش الكبيرة التي يضيفها بعض الجزارين، والتي قد تصل إلى 40 درهم في الكيلوغرام الواحد، ما يجعل أي مجهود لضبط الأسعار أو توفير اللحوم بكميات أكبر غير ذي جدوى بالنسبة للمستهلك .
ومع تنامي هذا الوضع، ترتفع الأصوات المطالبة بضرورة تشديد المراقبة على محلات بيع اللحوم، وإلزامها باعتماد قدر أكبر من الشفافية في التعامل مع الزبناء، خصوصًا ما يتعلق بمصدر اللحوم وطريقة تحديد الأسعار.
كما يطالب العديد من المهتمين بضرورة تسقيف هامش الربح، لضمان أثمنة معقولة تراعي القدرة الشرائية للأسر المغربية.
وفي السياق نفسه، ظلت الحكومة تقدم الدعم على استيراد رؤوس الأغنام والأبقار، بهدف سد الخصاص الذي بات يعرفه القطاع وضمان استقرار الأسعار، غير أن هذه الإجراءات لم تظهر نتائجًا ملموسةً، ولم يلمس المواطن على إثرها أي انخفاض فعلي في الاثمنة المعروضة بالمحلات.
و بين وفرة العرض و استمرار الغلاء تستمر أزمة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في إضعاف القدرة الشرائية للمستهلك، في انتظار حلول حول عملية تعيد التوازن إلى السوق و تخفيف العبء المالي عن جيوب الأسر.





