تأخير المصادقة على الميزانية يعطل مشاريع “مدن المهن والكفاءات”

حسين العياشي

أعربت مديرة مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) عن قلقها الشديد إزاء التأخر في المصادقة على الميزانية السنوية للمكتب وتفعيلها، مما ألحق تأثيرات سلبية على سير المشاريع الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها “مدن المهن والكفاءات” (CMC)، التي تُعد من أهم المشاريع الاستراتيجية في مجال التكوين المهني بالمغرب.

وفي بيان نشره المكتب على موقعه الرسمي، تم التأكيد على أن تأخر انعقاد اجتماعات مجلس الإدارة والمصادقة على الميزانية أدى إلى تعطيل تنفيذ العديد من المشاريع الهامة المرتبطة بخارطة الطريق لتطوير القطاع. ومن المعروف أن مجلس إدارة المكتب يرأسه وزير التشغيل، يونس السكوري، وهو ما يضاعف من حدة التحديات التي يواجهها المكتب في ظل هذا التأخر.

لقد كان لهذا التأخير تأثير ملحوظ على الدينامية التشغيلية للمؤسسة، حيث لم يتلق المكتب حتى تاريخ 7 نوفمبر 2025 أي دفعة من الغلاف المالي المستحق لتنفيذ برنامجه السنوي. ورغم أن مجلس الإدارة قد صادق على هذا البرنامج في شهر أبريل، إلا أن التأخير في المصادقة دام لأربعة أشهر بعد بداية السنة المالية، مما وضع المكتب في موقف صعب، حيث لا يزال في انتظار تحويل مبلغ مليار و500 مليون درهم، الذي يُعدّ ضروريًا للوفاء بمتطلبات البرنامج السنوي وبرنامج “مدن المهن والكفاءات”.

وأشار البيان إلى أن هذا التأخير ألحق الضرر ببرنامج “مدن المهن والكفاءات”، الذي تعرض لتوقف دام 14 شهرًا نتيجة لعدم انعقاد لجنة القيادة، رغم المحاولات المتكررة من وزارة المالية لتسريع عقد الاجتماعات. ورغم هذه الصعوبات، نجح المكتب في إحراز بعض التقدم بفضل ترخيص مالي استثنائي، مما أتاح افتتاح مدينة المهن والكفاءات في جهة الداخلة–وادي الذهب، فضلاً عن برمجة مدينتي مراكش-آسفي وكلميم-واد نون ضمن الموسم التكويني الحالي. وبذلك، ارتفع عدد المدن التي تم إطلاقها إلى 10 من أصل 12 مدينة مخطط لها في هذا المشروع الوطني الطموح.

إن هذا التأخير في المصادقة على الميزانية وتفعيلها يعكس تحديات كبيرة أمام مكتب التكوين المهني، ويهدد بتقليص الفرص المتاحة لتطوير مهارات الشباب المغربي، الذين يعولون على هذه المشاريع لتحسين فرصهم في سوق العمل.