تعويضات عالقة واحتقان متصاعد.. نقابة الصحة بمراكش تفضح اختلالات الوزارة

حسين العياشي
أصدر المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بلاغاً شديد اللهجة عقب لقاء تنظيمي احتضنته مدينة مراكش، عبّر من خلاله عن قلق بالغ من تأخر صرف تعويضات البرامج الصحية. النقابة اعتبرت الوضع يضيف الزيت على نار الاحتقان المتزايد وسط العاملين، طارحة تساؤلات حول جدية الوزارة في إنجاح هذه البرامج، في ظل غياب مرسوم رسمي يؤطر صرف التعويضات بشكل مستدام. كما حذّرت من أن عدداً من الأطر يفكرون في تعليق التقارير الخاصة بهذه البرامج إلى حين إيجاد حل نهائي.
كما ندد البلاغ بتأخر صرف تعويضات الحراسة والإلزامية والمداومة في عدد من أقاليم الجهة، حيث لا يزال بعض المهنيين ينتظرون مستحقاتهم منذ أكثر من سنة. وأشارت النقابة إلى ما وصفته بـأساليب “غير أخلاقية” في تدبير هذه التعويضات، عبر المحاباة وتمكين أطراف معينة على حساب أخرى، بل واستعمالها كوسيلة لاستمالة نقابية.
وفي موضوع الموارد البشرية، سجّل المكتب الجهوي استياءه من الانتقائية في تفعيل مقررات الانتقال وتسوية الوضعيات الإدارية، حيث ينتظر عدد من المهنيين تسوية ملفاتهم منذ أكثر من سنتين دون نتيجة واضحة. وأبرز البلاغ أن هذا الوضع أدى إلى سوء توزيع للأطر، إذ جرى إفراغ مؤسسات من الأطباء والممرضين مقابل تكديس تخصصات في مؤسسات لا تتوفر حتى على البنيات اللازمة، ما عمّق معاناة المواطنين ورفع وتيرة احتجاجاتهم أمام المستشفيات العمومية.
كما استنكرت الجامعة الوطنية للصحة ما اعتبرته إقصاءً للعاملين بالمركز الاستشفائي الجامعي مراكش من الاستفادة من تعويضات البرامج الصحية، ومن الصيغة التحفيزية لاحتساب تعويضات الحراسة، معتبرة أن ذلك يتناقض مع الشعارات الرسمية حول تحفيز الموارد البشرية، ويعكس واقعاً من التهميش والإجحاف.
وختم المكتب الجهوي بلاغه بدعوة الوزارة الوصية إلى التدخل العاجل لتصحيح هذه الاختلالات، محذراً من أن استمرار الوضع الحالي قد يفاقم التوتر داخل المنظومة الصحية بجهة مراكش آسفي.