تلاميذ إزناكن يواجهون 60 كلم من التعب بين المنزل والمدرسة في طرق محفرة

فاطمة الزهراء ايت ناصر
في جماعة إزناكن القروية، الواقعة بين أقاليم ورزازات وتارودانت وطاطا، يتحول الطريق إلى معاناة يومية لتلاميذ يبحثون فقط عن حق بسيط في التعلم، هذا المركز القروي الذي يعبره الطريق الوطني رقم 10 الرابط بين أكادير وورزازات، يحتضن المؤسسة الثانوية الإعدادية الوحيدة التي تتابع فيها أبناء نحو 45 دوارا دراستهم، في ظروف قاسية تجعل من كل يوم دراسي رحلة شاقة محفوفة بالتعب والمخاطر.
يقول الأستاذ عبد الرحمان البركة، أحد أبناء المنطقة، إن النقل المدرسي أصبح كابوسا يوميا للتلاميذ، فوسائل النقل الخمس التي وفرتها الجماعة والمجلس الإقليمي وبعض الفاعلين، لا تكفي لتغطية العدد الكبير من التلاميذ، حيث ينقل في كل حافلة ما بين 45 و50 طفلا.
وأكد المتحدث ل”إعلام تيفي” تنطلق الحافلات من الدواوير البعيدة منذ السادسة صباحا، لتصل إلى المركز بعد ساعة أو أكثر، ثم تعود ظهرا ليأخذ الأطفال وجبة الغداء في ظروف غير إنسانية قبل أن يرجعوا إلى المدرسة من جديد، أما رحلة العودة إلى المنازل، فتبدأ عند السادسة مساء، ولا تنتهي إلا بعد الثامنة ليلا.
ويضيف البركة، بأسى واضح: “التلميذ في إزناكن يقضي يومه بين الطرقات، يقطع أكثر من 60 كيلومترا يوميا، دون أن تتوفر له فرصة لتناول وجبة متوازنة أو الراحة، ما يؤثر سلبا على تركيزه واستيعابه، بل حتى على حالته النفسية والجسدية”.
وأشار الأستاذ إلى أن الطريق الإقليمية رقم 1503، الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 10 ومركز الجماعة، تعاني من تدهور كبير رغم أنها أنجزت سنة 2014، موضح أن المشروع عرف منذ بدايته اختلالات في معايير الجودة، وضعفا في المراقبة التقنية أثناء الأشغال، مما جعل الطريق تنهار بعد سنة واحدة فقط من فتحها.
ورغم المراسلات العديدة التي وجهتها الساكنة والجمعيات المحلية إلى مختلف القطاعات المعنية، يؤكد الأستاذ البركة أن الرد ظل غائبا، والنتيجة اليوم هي طريق محفرة وغير صالحة للاستعمال، تتسبب في معاناة يومية لآلاف السكان، وعلى رأسهم التلاميذ.
وختم حديثه قائلا: “نحن لا نطلب المستحيل، فقط طريقا تحفظ كرامة أبنائنا ونقلا مدرسيا آمنا يضمن لهم حقهم في التعلم، فالتنمية الحقيقية تبدأ من المدرسة، والطريق إليها يجب أن تكون سالكة وآمنة.”