التوجيهات الملكية السامية تضع المركز الاستشفائي الجامعي بأكادير في قلب النهضة الصحية

حسين العياشي

أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، توجيهاته السامية لوضع المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بأكادير في الخدمة، في خطوة تؤكد مسار الإصلاح الصحي وتحديث بنياته العلمية والعلاجية على امتداد المملكة. ويبرز هذا الورش الملكي حرصًا على مبدأيْ الإنصاف الترابي وجودة العرض الصحي، وربط العلاج بالتكوين والبحث والابتكار.

ينهض المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بأكادير شاهدًا على حداثة البنية الصحية في الجهات، إذ أُنجز على مساحة تناهز 30 هكتارًا، باستثمار يبلغ 3,1 مليار درهم، ليستوعب طاقة سريرية تصل إلى 867 سريرًا. ويضم أقطابًا طبية متخصصة، وقطبًا جراحيًا مركزيًا من 19 قاعة عمليات، إلى جانب مختبر متكامل، وصيدلية مؤتمتة تضمن سلامة العلاجات ودقة تدبير الأدوية وفق أرقى المعايير.

ويكتسب هذا الصرح بعدًا رياديًا بكونه أول مؤسسة في إفريقيا تدمج الروبوت الجراحي «Revo I»، بما يتيح جراحة عالية الدقة ويوفّر للفرق الطبية والمريض معًا مستوى غير مسبوق من السلاسة والراحة داخل غرف العمليات. كما يؤمّن قطبه القلبي-الوعائي رعاية شاملة لأمراض الشرايين التاجية واضطرابات نظم القلب، مستندًا إلى تجهيزات بمستوى دولي يضعه في مصاف المراكز المرجعية.

ولا يتوقف الأثر عند حدود الخدمة العلاجية، فالمؤسستان في الرباط وأكادير تمثلان رافعة للتنمية البشرية والاقتصادية؛ فضاءً لتكوين جيل جديد من الأطباء والباحثين ومهنيي الصحة، ومصدرًا لآلاف فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة، ومنصة لتكثيف البحث العلمي والتعاون الأكاديمي بما ينعكس على جودة الرعاية وجاذبية المنظومة الصحية الوطنية.

بهذه المنجزات، يجدد جلالة الملك محمد السادس عزمه على الارتقاء بالنظام الصحي إلى أعلى المعايير الدولية، واضعًا الإنسان في صميم الإصلاح والتحديث، ومكرسًا رؤيةً تجعل من الصحة والمعرفة رافدَيْن للكرامة والتنمية المتوازنة عبر ربوع المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى