جمهور قياسي في “رابا أفريكا”.. المهرجان يتحول إلى عرس فني واقتصادي

فاطمة الزهراء ايت ناصر

أضحى مهرجان “رابا أفريكا”، المنظم من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، واحدا من أبرز المواعيد الفنية التي تستقطب جمهورا قياسيا وتحقق زخما ثقافيا واقتصاديا متناميا.

فخلال سهرة الجمعة الأخيرة، التي خُصصت لألوان الراب المغربي، توافد أكثر من 150 ألف متفرج على منصة بورقراق بالرباط، في مشهد جسّد تعطش الشباب المغربي للفرجة الفنية، حيث سارع الآلاف إلى الصفوف الأولى لمتابعة نجومهم المفضلين والاستمتاع بأجواء موسيقية صيفية مفعمة بالحيوية.

ورغم أن المهرجان يرفع شعار الانفتاح على الجيل الجديد من الفنانين، إلا أنه يولي مكانة خاصة للأسماء الراسخة في الذاكرة الموسيقية المغربية، على غرار مجموعة ناس الغيوان، إضافة إلى ألوان فنية متعددة مثل الشعبي و”كناوة”، ما يعكس تنوع البرمجة وسعيها إلى استقطاب مختلف الأذواق.

وتؤكد الأرقام المسجلة في النسخة الرابعة للمهرجان أن “رابا أفريكا” لم يعد مجرد موعد فني عابر، بل صار فضاء لدمقرطة الفن والثقافة، وإبراز الطاقات المغربية الشابة إلى جانب الأسماء المكرسة، في أجواء تفاعلية مميزة جعلت منه ملتقى موسيقيا بامتياز.

كما تراهن الوزارة المنظمة على جعل هذا الحدث الفني جزءا من منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية، إذ لم تعد المهرجانات مجرد لحظات ترفيهية، بل أضحت فضاءات اقتصادية تُوفر فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، وتساهم في إنعاش الاقتصاد الفني والثقافي للمملكة.

ويُنتظر أن تختتم السهرات خلال اليومين المقبلين ببرمجة غنية ومتنوعة، تترجم التحول التدريجي للمهرجانات المغربية من مجرد عروض فنية إلى أعمدة حقيقية للاقتصاد الإبداعي الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى