حرب البلاغات بين ابن كيران والشرعي
إيمان أوكريش: صحافية متدربة
ندد بلاغ صادر عن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بالمقال الذي نشره أحمد الشرعي، مالك المجموعة الإعلامية “غلوبال ميديا هولدينغ” والناشرة لجريدة “الأحداث المغربية”، في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” بتاريخ 24 نونبر 2024. ووصف الحزب المقال بأنه تطاول على قرارات المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرتي اعتقال في حق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت، متهما إياهما بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين.
كما اعتبر الحزب أن المقال يعبر عن موقف متماهٍ مع الرواية الإسرائيلية والأمريكية، ويتجاهل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، من تقتيل وتهجير للأطفال والنساء والشيوخ، إذ عدّ تصريحات الشرعي منافية للمواقف الثابتة للمغرب، الذي يرأس عاهله لجنة القدس، والتي تدين باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية.
وأكد الحزب في بلاغه أن المقال يعكس “وقاحة وخيانة” تجاوزت كل الخطوط الحمراء، مشيرًا إلى وصف الشرعي للاحتلال بأنه “دولة ديمقراطية” وللإبادة الجماعية التي يرتكبها بأنها “أضرار جانبية”، كما أدان وصفه للمقاومة الفلسطينية واللبنانية بالإرهابية، واعتبر ذلك تمجيدًا للعدوان الإسرائيلي ومحاولة لتبرير جرائم الحرب.
واختتمت الأمانة العامة للحزب بلاغها باستنكارها الشديد وإدانتها للمقال ولصاحبه، ودعوتها المغاربة لمقاطعة مجموعة “غلوبال ميديا هولدينغ” الإعلامية، محذرة من خطورة ما أسمته طابور ” كلنا إسرائليون”، الذي يخدم مصالح أجنبية تهدد اللحمة الوطنية. كما دعت الجهات المختصة إلى التحقيق في مضمون المقال ومتابعة كاتبه قانونيًا، باعتباره إشادة ودفاعا عن جرائم الحرب المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، في انتهاك صريح للقانون الدولي.
وعلى إثر هذا البلاغ الشديد اللهجة، والذي دعا صراحة إلى مقاطعة شاملة للمجموعة الإعلامية التي يملكها أحمد الشرعي، مطالبًا جميع المغاربة بالانخراط فيها، أعرب الشرعي، رئيس المجموعة الإعلامية، “غلوبال ميديا هولدينغ” ، عبر بلاغ له، عن استيائه الشديد من البلاغ الذي أصدرته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، والذي تخللته اتهامات وصفها بالخطيرة والمسيئة، حيث قال إن هذا البلاغ يشكك في وطنيته وفي التزام مؤسسته الإعلامية بالقيم النبيلة التي يعتز بها المغرب، كما أشار إلى أن هذا الخطاب العدائي، الذي اتسم بلغة تحريضية، يهدف إلى زرع الكراهية والتفرقة بين المغاربة، ويصور لتوجه أيديولوجي يخدم أجندات ضيقة تتماشى مع فكر الإخوان المسلمين والحركات المتطرفة.
وأكد الشرعي التزامه ومجموعته الإعلامية بالمبادئ الكونية التي توحد المغاربة، مبرزًا موقفه الثابت في دعم القضايا الوطنية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي دافع عنها دائمًا، مشددا على أهمية الحل السلمي الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة. وأبرز أن اتهامات الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية تتضمن إرهابًا فكريًا وسياسيًا، يرمي إلى تحريف النقاشات المشروعة وتوجيه الرأي العام لخدمة مصالح حزبية ضيقة.
وفي الصدد نفسه، أوضح الشرعي أن هذا النوع من الخطاب يسيء إلى صورة المغرب دوليا، حيث يخلق انطباعًا مغلوطًا عن البيئة الديمقراطية والتعددية التي تسعى المملكة لترسيخها.
وختم الشرعي بلاغه بدعوة السلطات والمجتمع المغربي إلى التصدي لهذه الخطابات التحريضية التي تهدد مكتسبات البلاد في مجال الديمقراطية والتعددية، كما أعرب عن عزمه اللجوء إلى القضاء لحماية مؤسسته الإعلامية من أي ضرر قد يترتب على هذا الهجوم غير المبرر.
وأكد الشرعي على أن النقاش السياسي في المغرب يجب أن يتم في إطار من الاحترام المتبادل والتسامح، بعيدًا عن أي خطاب تحريضي أو تشكيك، وذلك من أجل الحفاظ على التعايش والانفتاح اللذين يمثلان جوهر الأمة المغربية.