حركة ضمير تُطلق دعوة عاجلة لإصلاحات سياسية ومؤسساتية

حسين العياشي: صحافي متدرب

في رسالة مفتوحة إلى الرأي العام، أصدرت “حركة ضمير” نداءً ملحًا للتحرك إزاء التحديات التي تواجه المغرب على الصعيدين السياسي والاجتماعي ، تعكس هذه الرسالة مخاوف الحركة من التدهور الذي يعيشه الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، والذي طال أمده دون استجابة فاعلة من الحكومة.

تركز الرسالة، على عدة قضايا جوهرية، أبرزها الظروف المعيشية المتدهورة، البطالة، التراجع الاقتصادي، انتشار الفساد، وضعف الاستجابة الحكومية.

كما أشارت الحركة إلى أن المغرب يواجه اليوم تحديات كبرى تهدد وحدته الداخلية، فضلاً عن موقعه الإقليمي والدولي، فرغم الجهود التي بذلتها الدولة لتعزيز التنمية، إلا أن هذه التحديات تتطلب اتخاذ خطوات سريعة وحاسمة.

في السياق نفسه، سلطت الحركة الضوء على أزمة الثقة في المؤسسات، مشيرة إلى أن التباطؤ الاقتصادي وغياب النمو، فضلاً عن البطالة المتفاقمة وتدهور القدرة الشرائية، كلها عوامل أثرت بشكل سلبي على الطبقة المتوسطة وزاد من التفاوتات الاجتماعية.

ومن جهة ثانية، إنتقدت الرسالة السياسات الاقتصادية الراهنة، واصفة إياها بأنها غير كافية لتحفيز الاستثمار الخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، داعية في هذا الصدد إلى القيام بمراجعة جذرية للسياسات الاقتصادية بما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، والإستجابة بسرعة لمتطلبات الفئات المحرومة والمهمشة، معتبرة أن تأجيل الإصلاحات يشكل خطراً على استقرار البلاد.

ومن القضايا التي أثارتها الرسالة بقوة، هو انتشار الفساد وتضارب المصالح داخل المؤسسات العامة والخاصة، حيث أشارت حركة ضمير إلى “فضيحة سوق المحروقات” وقضية “لاسامير”، مطالبة بتفسير ملابسات تلك القضايا للرأي العام، مؤكدة على وجوب محاربة الإثراء غير المشروع، واستغلال النفوذ في استغلال الأراضي والصفقات العمومية.

وقد أبرزت الرسالة، معاناة شريحة كبيرة من الشباب المغربي الذين فقدوا الأمل في العثور على فرص عمل مناسبة أو تعليم وتدريب يؤهلهم لسوق الشغل، فقد أشارت في هذا السياق إلى أن شريحة كبيرة منهم اتخذت قرار الهجرة، حتى في ظل المخاطر التي قد تواجههم، حيث انتقدت الحكومة لصمتها إزاء هذه الظاهرة، متهمة إياها بالعجز عن صياغة حلول فعالة لمشاكل الشباب.

ولم تغفل الرسالة التطرق لمسألة العزوف الانتخابي الذي شهدته الانتخابات الجزئية الأخيرة، حيث بلغت نسبة المشاركة مستويات متدنية للغاية (6.5% في دائرة الرباط المحيط)، إذ اعتبرت الحركة أن هذا العزوف يشير إلى انعدام الثقة بين المواطنين والحكومة، محذرة من أن استمرار هذا النهج سيزيد من تدهور الوضع السياسي.

من خلال هذه الرسالة، دعت حركة ضمير إلى حوار جاد وشامل للخروج من الأزمات المتتالية، مؤكدةً أنها ستواصل دورها في تحفيز الوعي المدني والمساهمة في تحقيق الإصلاحات المطلوبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى