
حسين العياشي
سارع حزب التجمع الوطني للأحرار إلى سحب فيديو الوزير برادة الذي أثار جدلاً واسعًا في الأوساط التعليمية وأدى إلى موجة من السخرية في صفوف الرأي العام. المقطع، الذي تم نشره على الصفحة الرسمية للحزب على موقع “فايسبوك”، اختفى بشكل مفاجئ بعد ساعات قليلة من نشره، وذلك في أعقاب سيل من الانتقادات التي طاردت تصريحات الوزير، التي كانت قد أثارت جدلاً غير مسبوق.
في الفيديو، دعا الوزير برادة سكان البوادي إلى ترحيل دواويرهم إلى أقرب مدرسة “رائدة”، حتى وإن كانت بعيدة عن مكان إقامتهم، واصفًا الأساتذة الجدد بـ “المكفسين”، في إشارة مثيرة للجدل إلى مستوى بعض المعلمين. هذا التصريح أشعل عاصفة من الانتقادات داخل الأوساط التعليمية، حيث استهجنت فئة واسعة من المتابعين هذه اللغة التعميمية والمسيئة.
بحسب مصادر مطلعة، أبدت قيادات في حزب التجمع الوطني للأحرار استياءً شديدًا من تصريحات الوزير، التي اعتُبرت غير مسؤولة ومنفلتة في وقت حساس يعكف فيه الحزب على التصدي لفضيحة صفقات الأدوية التي تلاحقه منذ أسبوعين، والتي أثارت تساؤلات حول تضارب المصالح، خاصة مع تورط وزير الصحة في القضية. وفي هذا السياق، لم يمنع حذف الفيديو من تداوله على نطاق واسع، حيث استمر النقاش حول محتواه وأبعاده.
خلال اللقاء التواصلي الذي كان قد نظمه الحزب، تحدث الوزير عن “المدارس الرائدة”، داعيًا الأسر إلى نقل أبنائهم إليها، حتى وإن كانت بعيدة. وأشار إلى تجربته الشخصية، حيث قال إنه عندما كان صغيرًا، كان يرسله والده إلى مكان بعيد كي يتلقى تعليمًا جيدًا، موضحًا أن ذلك لم يكن يشكل عائقًا أمامه. وأضاف أن الأساتذة الذين لا يملكون الخبرة الكافية يتواجدون في المدارس القريبة من الدواوير، حيث يعملون مع عدد كبير من التلاميذ في ظروف صعبة. كما اعتبر أن المدارس البعيدة هي الأفضل، قائلاً إن هناك من يذهبون مسافة تصل إلى 30 دقيقة للوصول إلى مدارس رائدة لأن هذه المدارس تتمتع بمستوى تعليمي جيد.
هذه التصريحات فجرت جدلاً واسعًا، وأثارت تساؤلات حول مدى صلاحية الوزير في هذا المنصب، خاصة مع الأوضاع التعليمية التي تعيشها المملكة. وقد أبدى الكثير من المتابعين شكوكًا حول قدرات برادة في فهم التحديات الكبرى التي يواجهها قطاع التعليم، في وقت يمر فيه بمرحلة حساسة تتطلب تأنيًا وحكمة.





