خمسة أعوام من الشراكة الأمنية: الأمم المتحدة تحتفي بدور المغرب في تعزيز مكافحة الإرهاب بأفريقيا

حسين العياشي
في مناسبة مرور خمس سنوات على تأسيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNOCT) في الرباط، أكدت المنظمة الدولية، يوم الاثنين، تقديرها العميق للمجهودات المتواصلة للمغرب في تعزيز الأمن الإقليمي وتطوير القدرات الوطنية للقوى الأمنية الأفريقية في مجال مكافحة الإرهاب.
منذ افتتاحه في عام 2020، أصبح مكتب الرباط نموذجًا للشراكة الفعّالة بين الأمم المتحدة والمغرب في مجال مكافحة الإرهاب واستقرار المنطقة، إذ وصفته المنظمة بـ«الشراكة الأساسية» لأمن القارة الإفريقية. وقد تجسد هذا التعاون من خلال تدريب أكثر من ألف عنصر أمني من 34 دولة أفريقية، ممن استفادوا من برامج تدريبية متخصصة تراعي خصوصيات أوضاعهم الوطنية، وعززت مهاراتهم في مجالات الوقاية، والتحقيق، والتعاون العابر للحدود، فضلاً عن تبادل الخبرات بين المؤسسات الإفريقية.
على الصعيد المؤسسي، نظم المكتب أربع دورات من «منصة مراكش»، وهو ملتقى رفيع المستوى يجمع مسؤولين من وكالات مكافحة الإرهاب الإفريقية، ليصبح هذا الفضاء الاستراتيجي ملتقى لتنسيق السياسات الأمنية، وتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة تهديدات متزايدة التعقيد على الصعيد العابر للحدود.
وفي سياق متصل، يعمل مكتب الرباط بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة وشركاء دوليين، ضمن استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، التي تركز على الوقاية، والتدريب، والتعاون متعدد الأطراف، لضمان نتائج مستدامة في مكافحة التطرف والعنف الإرهابي.
وقد أنشئ المكتب الإقليمي في الرباط وفق اتفاقية موقعة بين المغرب والأمم المتحدة عام 2020، ليصبح أول مركز تدريبي إقليمي لمكافحة الإرهاب في إفريقيا، ما يعكس الثقة الدولية في المغرب ودوره القيادي في تعزيز الأمن الإقليمي واتباع نهج استباقي لمواجهة التطرف العنيف.
ومن خلال هذه الشراكة المتميزة، يثبت المغرب مرة أخرى أنه ركيزة أساسية للاستقرار والتعاون الإقليمي، مؤكداً أن مكافحة الإرهاب لا تقتصر على الإجراءات الأمنية فقط، بل تعتمد بشكل أساسي على التدريب، والوقاية، والتضامن بين الدول الأفريقية.