دراگانوف: “أرقام المشاهدات ليست كل شيء ونحن نراهن على الإبداع الحقيقي”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد الفنان المغربي دراگانوف، خلال ندوة صحفية على هامش مشاركته الليلة في مهرجان موازين، أن رهانه الفني لا يقوم على الأرقام والمشاهدات فقط، بل على القيمة الفنية الأصيلة والقدرة على إيصال رسائل ذات مضمون، في ظل مشهد فني يطغى عليه أحياناً التسويق الفارغ والنجاحات الرقمية المؤقتة.
وأوضح دراگانوف أن اختياراته في إخراج الكليبات تعتمد على توظيف أشخاص حقيقيين وبسطاء، لا على ممثلين محترفين، لأنه يرى في ذلك عفوية أكبر ومصداقية أقوى في الأداء، مشيراً إلى أن ما يقدمه لا يحتاج إلى بهرجة أو استعراضات راقصة ضخمة، بل إلى “أداء صادق يصل من القلب”.
وكشف أنه في كليبه الأخير استعان بفتاة بسيطة – ابنة أحد أصدقائه – وقد كانت اللقطة الأولى فقط كافية لإقناعه بقوة حضورها، مؤكداً أن “أبناءنا لديهم طاقات إبداعية كبيرة، لكنهم لا يجدون فضاءً يتيح لهم التعبير بحرية، ولهذا نحتاج إلى سينما مستقلة وأجواء إنتاج أكثر انفتاحاً”.
وعن علاقته بالجمهور، قال دراگانوف: “لقد شاركنا في مهرجان موازين منذ سنوات، وهذا الحضور المتواصل يمنحنا ذاكرة جماعية مع جمهور ظل وفياً لما نقدمه. نعم، هناك تطور، وهناك جيل جديد يتابعنا، لكن تواصلنا لم ينقطع يوماً”.
رداً على سؤال حول ما إذا كانت الأرقام ومشاهدات اليوتيوب هي معيار النجاح، أوضح دراگانوف أن الأرقام قد تكون خادعة أحياناً، وأضاف: “مثلها مثل الراتب، قد تربح 30 أو 40 ألف درهم شهرياً، لكنك لا تكون سعيداً. بينما هناك من يكتفي بالقليل ويشعر بالرضا”.
وشدد على أن الفنان إذا فقد شغفه وبدأ يلهث خلف الأرقام فقط، فإنه يضيع بوصلته، مشيراً إلى أن “الألبومات التي أحبها حقاً هي تلك التي أشتغل عليها من قلبي، وليس التي أصدرها فقط لأن السوق يطلب سنغل جديد كل 3 دقائق”.
وانتقد دراگانوف الوضع الحالي للمشهد الموسيقي المغربي، قائلاً إننا نفتقر إلى نظام نجمية كما هو الحال في فرنسا مثلاً، حيث يتم تأطير الفنانين ودعمهم للوصول إلى جمهور أوسع. وأوضح أن الفنان في المغرب “يقوم بكل شيء تقريباً: الإنتاج، التسويق، وحتى المونتاج أحياناً”، وهذا يحدّ من إمكانيات التطور.
كما وجه انتقاداً مباشراً لوسائل الإعلام وخاصة الراديوهات المغربية، التي – بحسبه – لا تعطي حيزاً كافياً للفنانين الشباب أو لموسيقى الراب بشكل خاص، وقال: “منذ سنوات ونحن نواجه هذا الجدار. هناك إذاعات تفضل بث أغانٍ أجنبية، ولا تمنح فرصة للأغنية المغربية الشابة لتصل إلى الجمهور”.
في سؤال حول تشبيهه بالرابر الفرنسي “جول” من حيث الأسلوب، لم ينفِ دراگانوف ذلك، لكنه اعتبرها مجرد مقارنات سطحية. وأوضح: “أنا أشتغل بأسلوبي الخاص، أستوحي من تجاربي، من يومياتي، وأحاول دائماً أن أكون صادقاً مع نفسي”.
وفي ما يخص التعاون مع فنانين عرب، أكد أنه سبق له العمل مع الرابر المصري ويجز، في أغنية كان فيها منتجاً، وأنه منفتح على تجارب مماثلة مستقبلاً، مشيراً إلى أن الوقت فقط هو العائق أمام تحقيق تعاونات فنية أوسع.