
فاطمة الزهراء ايت ناصر
في العالم القروي، تعاني فئة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من تحديات مضاعفة، حيث تفتقر العديد من القرى إلى بنيات أساسية للتعليم والتكوين المهني، فضلاً عن خدمات صحية ملائمة.
كثير من هؤلاء لم تتح لهم فرصة الالتحاق بالمدارس أو الحصول على دعم يضمن لهم حياة كريمة، بينما يواجهون صعوبات يومية في التنقل والوصول إلى الخدمات، ما يزيد من شعورهم بالإقصاء والتهميش.
هذه الظروف تجعل إدماجهم في المجتمع شبه مستحيل، ويحول دون مشاركتهم الفعلية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ويجعلهم عرضة للفقر والانكفاء على أنفسهم، أو البحث عن سبل للهجرة خارج الوطن بحثا عن فرص أفضل.
في هذا الصدد قال يحيى بولمان، رئيس جمعية التفاؤل لذوي الاحتياجات الخاصة ورئيس التعاونية الفلاحية بقصر مروتشة، في تعليق له حول الاحتفال باليوم العالمي للمعاق، إن المغرب، كباقي دول العالم، يخلد هذا اليوم بهدف تعزيز الإدماج الاجتماعي للأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال مبادرات مثل اتفاقية الشراكة بين وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وكتابة الدولة المكلفة بالإدماج الاجتماعي، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، لتوفير منظومة نقل أكثر عدالة وتمكين هذه الفئة من التنقل بحرية واستقلالية.
وأضاف بولمان، ل”إعلام تيفي” في حديثه الذي يأتي ضمن متابعته للعلاج في فرنسا، أن مثل هذه المبادرات، رغم أهميتها، غالبا ما تقتصر على المدن الكبرى، في حين أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المناطق النائية، خصوصا بجهة درعة تافيلالت وبني ملال خنيفرة، ما زالوا يعانون من الفقر والتهميش وحرمانهم من أبسط حقوقهم، بما فيها التعليم والخدمات الصحية والتكوين المهني.
وأوضح بولمان أن الإدماج الفعلي يجب أن يذهب أبعد من المقاربات الاحتفالية والمناسباتية، من خلال توفير دخل قار، وبنيات تعليمية وصحية ورياضية مؤهلة، لدعم هؤلاء الأشخاص وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع، ليصبحوا فاعلين اقتصاديا واجتماعيا، بدل أن يظلوا مجرد فئة معولة على مساعدات مؤقتة، معرضة لمخاطر الهجرة غير الشرعية وانعدام الفرص.
وأشار إلى أن الهدف الحقيقي للمؤسسات العمومية هو تحقيق الكرامة والاستقلالية للأشخاص في وضعية إعاقة، وإدماجهم الكامل في المجتمع، بما يتماشى مع الخطاب الملكي القاضي بعدم وجود مغرب بسرعتين، ويضمن لهم حياة كريمة وفرصا متكافئة في جميع المجالات.
معاناة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم القروي تتضاعف بفعل غياب المدارس المخصصة لهم، حيث تظل الفرص التعليمية شبه معدومة، مما يحرمهم من اكتساب المهارات الأساسية.





