رغم تطمينات المنصوري… ضحايا زلزال الحوز ما زالوا يعانون بين الوعود والواقع

فاطمة الزهراء ايت ناصر

رغم تأكيد وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، فاطمة الزهراء المنصوري، على أن جهود إعادة الإعمار انطلقت منذ الأيام الأولى للكارثة، من اجتماعات، وتفعيل لجان مشتركة لإحصاء الأضرار، إلا أن المتضررين ما زالو يعانون الويلات.

ووفق تصريحاتها، شخصت ما يقرب من 58.968 بناية متضررة، بينها 8.239 منهارة كليا و 50.729 منهارة جزئيًا، وتم صرف مساعدات مالية عاجلة (30 ألف درهم لكل أسرة)، إضافة إلى دعم مباشر لإعادة البناء (حوالي 140 ألف درهم للمساكن منهارة كليًا، و 80 ألف درهم للمتضررة جزئيا).

كما أعلنت أن الوزارة أصدرت 58.945 رخصة بناء، وانتهت أشغال بناء 53.640 منزلا، فيما استقرت 55.175 أسرة في مساكنها الجديدة، من أصل ما يقرب من 58.600 أسرة معنية — حسبها.

لكن هذه الأرقام الرسمية لا تطمئن الكثير من المتضررين، الذين يؤكدون أن جزءا كبيرا منهم لا يزال يعيش في خيام بلاستيكية مهترئة، وسط ظروف قاسية.

وبحسب تقارير عدة، ما زالت أُسر تقيم في خيام رغم مرور عامين على الزلزال، ورفعت التنسيقية الوطنية لضحايا الزلزال احتجاجات أمام البرلمان للمطالبة بتسوية ملفاتها وتسريع إعادة الإعمار.

كما نبهت جهات مستقلة إلى وجود اختلالات في توزيع الدعم وسير عملية البناء، وفي شهادات مؤثرة، وصف متضررون الحياة تحت الخيام بأنها مزرية.

وزاد من حدة الانتقادات ما ورد في بعض التقارير الإعلامية من وجود وسطاء ومضاربين عقاريين يستغلون عمليات الدعم، في غياب مواكبة قانونية واجتماعية قوية من الدولة بعد صرف المساعدات النقدية، ما يجعل بعض الأسر عرضة للنصب والتهميش.

كما انتقد ناشطون أن بعض التقارير الرسمية تتحدث عن انخِفاض عدد الخيام إلى ما يزيد قليلا على 40 خيمة، بينما يعبر المتضررون أن الواقع مختلف تماما — حيث لا تزال خيام كثيرة قائمة.

وتشير بعض المصادر إلى أن هذا التأخر في إعادة السكن وتحقيق عدالة التعويض لا ينفصل عن ضعف التنسيق على المستوى الجبلي والريفي، بالإضافة إلى صعوبات لوجستية لبناء منازل جديدة في مناطق وعرة.

ولا يمكن تجاهل أن هذه المعاناة تتزامن مع استثمارات ضخمة في مشاريع بنية تحتية أخرى — ما أثار انتقادات بأن إعادة الإعمار لا تحظى بنفس الأولوية التي تُعطى لمشاريع رياضية أو ترفيهية.

في ظل هذه التناقضات، يبدو أن السلطات قد نجحت في تقديم إنجازات رقمية ورسمية، لكن كثيرا من الناجين ما زالوا يواجهون واقعا مريرا، يعيشون فيه أعراض الزلزال اليومية، ليس فقط من الناحية المادية، ولكن من الناحية النفسية والاجتماعية أيضا. إذا كان الإعمار قد بدأ، فإن استعادة الكرامة ما زالت في حاجة إلى جهود أعمق وأكثر استدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى