ساكنة دوار إنكيرت تطالب بتوفير شبكة الهاتف والإنترنت لإنهاء العزلة الرقمية

فاطمة الزهراء ايت ناصر
تعيش ساكنة دوار إنكيرت الواقع القاسي للإقصاء الرقمي، حيث تعاني من انعدام خدمة الهاتف النقال وشبكة الإنترنت، ما يشكل عقبة كبيرة أمامهم في حياتهم اليومية وفي تلبية احتياجاتهم الصحية والاجتماعية.
وعبّر رئيس جمعية بناء مسجد الموضع، مولاي عبد الرزاق موايان، في رسالة موجهة إلى وزير الداخلية، عن قلق السكان من هذا النقص الحاد في البنية التحتية الرقمية التي أصبحت ضرورة حتمية في كل مجالات الحياة المعاصرة، وخاصة في المناطق القروية النائية.
وتأتي هذه الشكوى في وقت أصبحت فيه الاتصالات عبر الهاتف والإنترنت أداة رئيسية لتيسير المعاملات الإدارية، التواصل مع المؤسسات الصحية، وتلقي الخدمات الأساسية.
وأشار موايان إلى أن العديد من المرضى في الدوار، ممن يعانون أمراضاً مزمنة مثل السرطان، القصور الكلوي، والسكري، يواجهون صعوبات بالغة في أخذ مواعيد طبية مع الأطباء المختصين، مما يزيد من معاناتهم الصحية بسبب عدم توفر وسائل الاتصال المناسبة.
وأفاد ممثل الساكنة أنهم تواصلوا مع شركات الاتصالات الكبرى في المغرب، بما في ذلك “اتصالات المغرب” و”أورنج” و”إنوي”، دون أن تثمر زياراتها الميدانية عن حلول عملية لتوفير التغطية في الدوار، الذي يضم حوالي 3000 نسمة من السكان.
هذا الوضع لا يعكس فقط إقصاءً من خدمة عمومية باتت تعتبر من ضروريات العصر، بل يزيد من عزلة الساكنة ويحد من فرصهم في الاستفادة من التقدم التكنولوجي والخدمات الرقمية التي باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية.
في رسالته، ناشد موايان وزير الداخلية التدخل العاجل لدى شركات الاتصالات لضمان توفير شبكة الهاتف النقال والإنترنت لدوار إنكيرت، في خطوة ضرورية تهدف إلى تحسين جودة حياة السكان وتيسير تواصلهم مع العالم الخارجي، خصوصاً في المجال الصحي والاجتماعي.
وتعد هذه المطالب ذات أهمية كبرى لسكان المنطقة الذين يرون في خدمات الاتصالات حلقة وصل ضرورية لفك العزلة وتطوير الخدمات المحلية، مما يساهم في تقليل الفوارق الرقمية بين المناطق الحضرية والقروية.
في انتظار استجابة السلطات المختصة وتوفير هذه الخدمة الأساسية، تبقى معاناة ساكنة دوار إنكيرت شاهداً على الحاجة الملحة لتكريس العدالة الرقمية والإنسانية في كافة مناطق المغرب.