شبيبة العدالة والتنمية: حكومة أخنوش غارقة في الفشل وفاقدة للمشروعية

حسين العياشي
في أجواء مشحونة بالقلق إزاء المسار الذي تتجه إليه حكومة أخنوش، عقد المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية اجتماعه الدوري يوم الأحد 24 غشت الاجاري بالرباط، برئاسة الكاتب الوطني عادل الصغير. اللقاء لم يكن مجرد اجتماع روتيني، بل مناسبة لصياغة موقف سياسي واضح إزاء ما تعتبره الشبيبة مرحلة خطيرة تتسم بتفاقم الأزمات الاجتماعية وتهاوي الثقة في المؤسسات المنتخبة.
منذ افتتاح الاجتماع، لم يتردد الكاتب الوطني في التذكير بالفضائح التي تلاحق نخبة الثامن من شتنبر 2021، مشيراً إلى أن المغاربة يعيشون وضعاً يومياً يزداد تعقيداً بفعل السياسات الحكومية العاجزة. وتضيف الشبيبة أن الحكومة أمعنت في الإجهاز على الحقوق الاجتماعية، آخرها محاولة حرمان مئات الآلاف من الطلبة من التغطية الصحية التي استفادوا منها منذ سنة 2018.
وتعتبر الشبيبة أن المشهد الاقتصادي والاجتماعي ينذر بالخطر، بعدما بلغت البطالة مستويات غير مسبوقة، وتراجع ترتيب المغرب في مؤشرات التعليم والصحة، في وقت تبدو فيه الحكومة عاجزة عن تقديم بدائل حقيقية أو سياسات ناجعة.
لم يكتف البيان بالتوقف عند الأرقام، بل أشار إلى ما وصفه ب”التلاعب الخطير بالسلم الاجتماعي”، من خلال التعامل المرتبك مع قضية أصحاب الدراجات النارية، وهي الوسيلة التي تحولت بالنسبة لفئات واسعة من الشباب إلى مورد للعيش في ظل غياب فرص شغل كريمة.
وتذهب الشبيبة أبعد من ذلك، حين تؤكد أن الأزمة التي تعيشها الحكومة ليست مجرد أزمة برامج أو سياسات، بل أزمة كفاءة ومصداقية، حيث تورطت وجوه بارزة من الأغلبية، بمن فيهم رئيسها، في ملفات تضارب المصالح واستغلال النفوذ والتهرب الضريبي. وترى أن هذه الاختلالات ليست إلا انعكاساً لأزمة المشروعية الانتخابية التي كشفت هشاشة النموذج السياسي الحالي.
أمام هذا الواقع، توجهت الشبيبة بخطاب مباشر إلى الشباب المغربي، داعية إياهم إلى المزيد من اليقظة والوعي بخطورة المرحلة، وعدم الانسياق وراء حملات التيئيس التي تسعى إلى إبعادهم عن الشأن العام. وحذرت من مخاطر استغلال المعطيات الشخصية للمواطنين عبر بعض المبادرات الحكومية لأغراض انتخابية، مطالبة اللجنة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي بالتحرك الفوري.
ورغم حدة الانتقادات، خص البيان حيزاً مهماً لقضية الوحدة الترابية، حيث عبرت الشبيبة عن اعتزازها بالمكاسب التي راكمها المغرب في ملف الصحراء بفضل السياسة الملكية والالتفاف الوطني، مثمنة التزايد الملحوظ في الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي.
كما أشادت بالمواقف المتكررة لجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تعزيز أواصر الأخوة مع الشعب الجزائري، معتبرة أن محاولات بعض الجهات زرع عداوة مصطنعة بين الشعبين لن تنجح في ظل الروابط التاريخية والإنسانية العميقة التي تجمعهما.
وختمت شبيبة العدالة والتنمية بيانها برسالة موجهة إلى كل القوى الوطنية وإلى الشباب على وجه الخصوص، تؤكد فيها أن تجاوز هذه المرحلة العصيبة يمر عبر انتخابات نزيهة وشفافة تفرز نخباً كفؤة ونزيهة، وتعيد الثقة في المؤسسات وتضع المغرب على سكة الإصلاح الحقيقي.