صابر ل “إعلام تيفي”: ورزازات بحاجة إلى ربط جوي أقوى ومشاريع هيكلية لمواكبة الدينامية السياحية”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكدت إيمان صابر، رئيسة المجلس الإقليمي للسياحة بورزازات، أن الإقليم يعيش مرحلة دقيقة ومفصلية في مسار إعادة تموقعه كوجهة سياحية ذات إشعاع وطني ودولي.
وأشارت ل”إعلام تيفي” الى ضرورة تقوية الربط الجوي وتنزيل مشاريع هيكلية لمواكبة الدينامية المتسارعة التي يشهدها القطاع السياحي.
وأوضحت المسؤولة أن ورزازات مقبلة على مرحلة جديدة، تتزامن مع قرب إعادة افتتاح عدد من المؤسسات الفندقية المجددة، ما يُعد إشارة قوية على تعبئة جماعية من طرف الفاعلين العموميين والخواص.
وأبرزت صابر الأثر المحفّز للبرامج الوطنية على غرار “كاب هوسبيتاليتي” و”جو سياحة”، اللذين يدعمان الاستثمار السياحي والفندقي، مؤكدة أن هذه الآليات الهيكلية تعكس إرادة وطنية لإحياء العرض السياحي بالإقليم، بشكل قائم على الجودة، الابتكار، والتنسيق المؤسساتي.
وكشفت صابر أن الإقلاع السياحي الحقيقي لن يتحقق دون تعزيز الربط الجوي، معتبرة أن افتتاح خط مباشر بين باريس وورزازات ابتداء من أكتوبر المقبل خطوة إيجابية لكنها غير كافية، داعية إلى توسيع شبكة الربط لتشمل عواصم أوروبية أخرى ومحاور وطنية كبرى.
وبخصوص فك العزلة الترابية، شددت المتحدثة على ضرورة التسريع بإطلاق مشروع نفق تيشكا، الذي وصفته بـ”الضرورة الاستراتيجية”، لما له من أثر مباشر على تدفقات السياح وتحسين جاذبية الإقليم. وأضافت:”الطريق الحالية غير كافية وتُضعف قدرة ورزازات على منافسة وجهات أخرى. نحتاج إلى بنية تحتية حديثة تواكب طموحنا في سياحة مستدامة ومتصلة بالعالم.”
وكشفت المسؤولة أن فك العزلة الترابية عن الإقليم يستدعي التسريع بإعادة إطلاق النفق، الذي وصفته بكونه أولوية استراتيجية، بالنظر إلى الصعوبات التي تطرحها البنية الطرقية الحالية، والتي تحدّ من تطور النشاط السياحي وتعيق جاذبية المنطقة.
وفي معرض حديثها عن تعبئة الاستثمار، أكدت صابر أن توفير الفنادق ووجود المهنيين لا يكفي، بل يجب توفير مواكبة مالية قوية للمستثمرين الخواص. ووجهت نداء واضحا إلى الدولة والمؤسسات البنكية لدعم المشاريع السياحية.
وقالت:”إذا كانت البنيات جاهزة والاستراتيجيات واضحة، فإن تحقيق الإقلاع السياحي يتطلب مواكبة مالية قوية تضمن استدامة هذه الدينامية.”
وفي سياق متصل، أشارت صابر إلى أهمية مخطط “رايزينغ ورزازات”، الذي أطلقه المكتب الوطني المغربي للسياحة، معتبرة أنه يشكل رافعة محورية لإعادة تموقع المدينة كوجهة سياحية فريدة عند ملتقى الصحراء والتراث السينمائي والانغماس الثقافي.
ويشمل المخطط إنتاج محتويات سمعية بصرية، رعاية أفلام في مهرجانات دولية، وشراكات مع قنوات أوروبية مثل RAI 3 وSky TV، بهدف تسليط الضوء على غنى الثقافة والمطبخ الجنوبي المغربي.
ويتضمن هذا المخطط تنظيم تظاهرات دولية كبرى مثل قمة “ديزرت وومنز”، ومؤتمرات الكونفدرالية الإسبانية لوكالات السفر (CEAV) و(IDEMICE)، إلى جانب فعالية “Frameless” الغامرة، وكلها مبادرات تهدف إلى تعزيز إشعاع ورزازات عالمياً.
ولم تغفل صابر الإشارة إلى خطة عمل محلية وضعها المجلس الإقليمي للسياحة، تتماشى مع تطلعات المهنيين وتعتمد على إجراءات ملموسة قابلة للقياس، مؤكدة أن التكامل بين هذه الخطة والمبادرات الوطنية هو الكفيل بإطلاق دينامية جديدة للقطاع.
وأكدت رئيسة المجلس أن الاستثمار السياحي في ورزازات لن يحقق أهدافه دون دعم حقيقي للمستثمرين الخواص، داعية الدولة والمؤسسات المالية إلى مواكبة مالية قوية تواكب الرؤية التنموية المتجددة.
وأضافت “إذا كانت البنيات جاهزة والاستراتيجيات موضوعة، فإن ترجمة هذه المؤهلات إلى إنجازات ملموسة تتطلب تعبئة مالية واضحة تضمن استدامة الإقلاع السياحي.”
وأشادت صابر بالدور المحوري الذي يلعبه المكتب الوطني المغربي للسياحة في دعم الإشعاع الدولي لورزازات، مبرزة حرص المجلس الإقليمي على تنسيق جهوده مع مختلف المتدخلين، من أجل إبراز الإمكانات الكبيرة التي تزخر بها المدينة كوجهة سينمائية، ثقافية وسياحية، مؤكدة أن الرهان على ورزازات هو رهان على التنمية، وعلى التشغيل، وعلى الاستقرار المجالي.





