صراع على السلطة الترابية.. العدالة والتنمية يتهم الحكومة بتهميش المؤسسات المنتخبة

حسين العياشي

في بيان صادر عن اجتماع استثنائي لأمانته العامة، المنعقد يوم الأحد 17 غشت الجاري، برئاسة عبد الإله ابن كيران، شنّ حزب العدالة والتنمية هجوماً لاذعاً على مقاربة الحكومة في إعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية، معتبراً أنها تحمل في طياتها توجهاً خطيراً نحو تهميش المؤسسات المنتخبة، وإعطاء صلاحيات مفرطة للولاة والعمال، في تناقض صارخ مع الدستور وروح الديمقراطية التمثيلية.

الحزب شدّد على أن الجهة، بمقتضى الدستور والقوانين التنظيمية، هي الفاعل الأساسي في التنمية، وأن أي نجاح لهذه البرامج يظل رهيناً باحترام مبادئ التدبير الحر والتعاون والتضامن، وضمان مشاركة المواطنين في صياغة المشاريع وتتبعها.

كما ذكّر بضرورة الالتزام بمضامين الميثاق الوطني للاتمركز الإداري، الذي يحدد دور الولاة والعمال في التنسيق تحت سلطة الوزراء ومساعدة رؤساء الجماعات الترابية، لا الحلول محلهم أو التحكم في مسارات التنمية الترابية مكانهم.

وحذرت الأمانة العامة للبيجيدي من أن تقليص أدوار المجالس المنتخبة وتوسيع نفوذ ممثلي الداخلية يقوّض مصداقية العملية التنموية، ويشكّل تراجعاً عن الخيار الديمقراطي الذي نصّ عليه دستور 2011. مضيفا، أن البرامج الجهوية للتنمية وتصاميم إعداد التراب التي أنجزتها المجالس المنتخبة في إطار تشاركي مع المصالح اللاممركزة، لا تحتاج إلى تجاوزها أو إعادة صياغتها، بل فقط إلى تمويل والتزام سياسي من الحكومة.

واختتم البيان بالتأكيد على أن التنمية لا تنجح خارج الديمقراطية، وأن أي إصلاح ترابي جاد يمر عبر انتخابات نزيهة، مجالس شرعية، أحزاب مسؤولة، وحياد تام للسلطات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى