عامل بحي جليز يحرق نفسه بعد حرمانه من مستحقاته

حسين العياشي
أقدم عامل بأحد الملاهي الليلية بمراكش، على إضرام النار في جسده بعد أن فشل في الحصول على مستحقاته المالية من المشغّل. الحادث وقع حوالي الساعة الواحدة صباحًا، حين توجه الضحية إلى مكان عمله مطالبًا بحقوقه، قبل أن يلجأ إلى هذه الخطوة المأساوية، التي أسفرت عن إصابته بحروق على مستوى الوجه والصدر، استدعت نقله على وجه السرعة إلى مستشفى محمد السادس لتلقي العلاج.
المشهد خلف حالة من الذهول بين المارة وسكان الحي، فيما استنفرت السلطات المحلية والأمنية وفتحت تحقيقًا عاجلًا للكشف عن ملابسات الواقعة.

لكن الحادثة ليست منعزلة، بل تأتي في سياق تفاقم الأوضاع الاجتماعية لمستخدمي قطاع المطاعم والملاهي الليلية بمراكش. الحملات الأمنية المتواصلة أدت إلى إغلاق عدد كبير من هذه الفضاءات وتسريح مئات العمال، تاركين وراءهم أسرًا بلا مورد رزق. ورغم محاولاتهم العديدة للتعبير عن تذمرهم عبر وقفات احتجاجية، آخرها أمام مقر ولاية جهة مراكش-آسفي التي جرى تفريقها بالقوة العمومية، لم تتلقَ هذه الفئة أي حلول أو بدائل من الجهات المعنية، ما جعل الأزمة تتفاقم وترفع معها منسوب الضغط النفسي والاجتماعي عليهم.
الأسر المتضررة تؤكد أن الأمر لم يعد مجرد خسارة وظيفة، بل مأساة حقيقية تهدد كرامة الإنسان وحياة أسر بأكملها. وتطالب اليوم السلطات المحلية والمصالح الاجتماعية بـتدخل عاجل وفوري، لإيجاد حلول واقعية تحفظ حقوق العمال وتوفر لهم الحماية اللازمة، قبل أن تتحول الأزمة الفردية إلى كارثة اجتماعية أوسع في قلب قطاع يعد من الأعمدة الأساسية للسياحة والترفيه بمدينة مراكش.
الحادث يضع المجتمع أمام واقع هشّ يهدد آلاف الأسر، ويطرح تساؤلات صريحة حول السياسات الاقتصادية والاجتماعية تجاه العاملين في القطاعات غير الرسمية والحساسة، ويجعل من التدخل العاجل مسؤولية وطنية لا يمكن تأجيلها.





