على بُعد أيام من بدء الإحصاء العام.. مشاركة الأساتذة في العملية تثير الجدل

خديجة بنيس: صحافية متدربة
لم يتبق إلا أياما معدودات على بدء عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، الذي يعتبر خطوة مهمة في تطوير السياسات والخطط التنموية. من خلال جمع بيانات دقيقة عن السكان والسكنى وبالتالي الحصول على رؤية واضحة حول توزيع السكان، واحتياجاتهم وتحدياتهم.
المعلومات التي ستوفرها هذه العملية ستساعد في تحديد مكامن الضعف والقوة في مختلف المناطق، مما سيمكن الحكومة والساهرين على الشأن العام من اتخاذ قرارات مستنيرة في مجالات مثل التعليم، الصحة، البنية التحتية، والخدمات العامة.
وأثارت مشاركة الأساتذة في هذه العملية التي ستنطلق اعتبارا من فاتح شتنبر، نقاشا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي وتباين في الآراء حولها، حيث اعتبر البعض أن مشاركة الأساتذة في هذا الورش الوطني هو فيه نوع من الاستهتار بالزمن المدرسي للتلاميذ، خاصة وأن هذه العملية تتزامن مع الدخول المدرسي.
في هذا الصدد كتب أستاذ عمر إحرشان أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، أن “الاستعانة بالأسرة التعليمية في عملية الإحصاء دليل آخر على الاستهانة بالتحصيل الدراسي لأن هذه العملية ستؤخر بداية الموسم بشهر وستعمق هدر الزمن الدراسي. ألم يكن الأولى الاستعانة بفئات أخرى مثل الطلبة الباحثين وستكون فرصة لهم لتعلم أشياء كثيرة؟”
وجاء في تدوينة إحرشان “مرة أخرى تؤكد الوزارة الوصية عدم التكافؤ بين التعليم العمومي والخاص وعدم احترامها للغلاف الزمني المنصوص عليه لضمان جودة التحصيل.”
في المقابل، قال رشيد حموني، رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب، إن هذه ليست المرة الأولى التي تُجرى فيها عملية الإحصاء، التي تتم كل عشر سنوات. وأشار إلى أن جميع الموظفين العموميين يشاركون في هذه العملية، مؤكداً أن الإحصاء يخدم مصلحة المواطن بالدرجة الأولى. وأضاف أن الجميع يتجند لإنجاح هذه العملية، سواء المشاركون فيها أو المواطنين الذين يتفاعلون بشكل إيجابي لإنجاحها.
واعتبر حموني في تصريح لموقع “إعلام تيفي”، أن النقاش حول مشاركة الأساتذة هو “نقاش مغلوط” وفيه نوع من “التحامل” على رجال ونساء التعليم، مشيراً إلى أن الإحصاء لا يدوم طويلاً، وبالتالي لن يؤثر بشكل كبير على الزمن المدرسي.
وأضاف أنه يمكن اعتبار هذه السنة استثنائية لأن عملية الإحصاء تتطلب تجند الجميع لإنجاحها، وبالتالي يمكن أن يبدأ الدخول المدرسي بعد انتهاء هذه العملية، مشيراً إلى أن الأمر لن يؤثر بشكل كبير.