عمليات أمنية يومية لمواجهة الهجرة السرية على سواحل وغابات طنجة

حسين العياشي
تتحول الغابات المحيطة بطنجة ومحيط مينائها المتوسطي، يومياً، إلى مسرح لمطاردات غير مرئية تتناوب فيها جهود المهاجرين الطامحين للعبور إلى أوروبا مع يقظة عناصر الأمن. سباق مستمر ومتوتر، يجمع بين الدرك الملكي، الأمن الوطني، والسلطات المحلية، في محاولة للسيطرة على حركة الهجرة غير النظامية، التي تشمل جنسيات متعددة من إفريقيا جنوب الصحراء، السودان، الجزائر، إلى جانب بعض المغاربة الباحثين عن حلم عبور محفوف بالمخاطر. وتشير المصادر إلى أن السلطات تُوقف يومياً ما بين 20 و30 شخصاً، يتم ترحيلهم لاحقاً إلى مدن داخل المملكة.
لكن المواجهة لا تتوقف عند حد الغابات والميناء. سيارات الأجرة التي تربط طنجة بالفنيدق مروراً بالقصر الصغير أصبحت جزءاً من شبكة المراقبة، بعد أن أُبلغ السائقون بأوامر صارمة بعدم نقل المهاجرين الأفارقة، مع تهديدات قانونية صارمة لكل من يخرق التعليمات. وفي القطارات الواصلة إلى طنجة، تُفرض مراقبة دقيقة، حيث يُنزل بعض المهاجرين قبل الوصول إلى المدينة ويعادون إلى مدنهم الأصلية.
هذه العمليات اليومية تتصاعد خلال فصل الصيف، الذي يجلب معه المصطافين والسياح من مختلف الجنسيات، بينما يسجل الشمال المغربي موجة متنامية من محاولات الهجرة السرية. البحر والبرّ يختبران عزيمة هؤلاء المغامرين، وغالباً ما يكون الثمن باهظاً، إذ يُغامرون بحياتهم في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر “قوارب الموت” أو التسلل إلى سبتة المحتلة.
في قلب هذا المشهد، يظهر التحدي الأمني بوضوح: مواجهة يومية مع الرغبة البشرية في العبور، وسط تضارب المصالح، والمخاطر، والأحلام الضائعة، فيما تظل طنجة، كما هي، شاهدة على سباق لا ينتهي بين من يسعى إلى حلمه ومن يسعى لحمايته.





