كأس العالم 2030.. بين طموح التوسيع وتحديات التنظيم

حسين العياشي
تستعد الفيفا لإدخال إصلاح غير مسبوق على بطولة كأس العالم 2030، التي سيحتضنها المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال، من خلال رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 64 بدلاً من 48 كما كان مقرراً ابتداءً من نسخة 2026. خطوة وُصفت بالطموحة، تحمل بين طياتها آمالاً كبيرة للاتحادات الناشئة، لكنها في الوقت نفسه تثير جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض.
وفق هذا التصور الجديد، ستتاح الفرصة لمزيد من المنتخبات، خاصة من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، للظهور في أكبر محفل كروي عالمي، ما يعزز الطابع الشمولي للمسابقة ويمنحها بُعداً أكثر تمثيلية. غير أن التوسيع يعني أيضاً زيادة كبيرة في عدد المباريات، وتعقيداً لوجستياً على مستوى تنقلات الفرق والجماهير، إضافة إلى تكاليف باهظة ستتحملها الدول المنظمة.
من زاوية اقتصادية، ترى الفيفا أن هذه الصيغة ستقوي الحضور العالمي للبطولة، وتفتح آفاقاً أوسع لحقوق البث التلفزيوني وعقود الرعاية، بما يعني عائدات مالية قياسية. لكن خبراء كرة القدم يحذرون من مخاطر “إضعاف التنافسية”، في ظل احتمال تراجع المستوى الفني للبطولة، إلى جانب الضغط الكبير على اللاعبين، الذين يعانون أصلاً من كثافة المباريات في أجندة دولية مزدحمة.
المقترح ما يزال في طور النقاش داخل أروقة الفيفا، ومن المنتظر أن يُطرح على طاولة المؤتمرات المقبلة للهيئة الدولية. وفي حال اعتماده، فإن مونديال 2030 لن يكون فقط الأول من نوعه بتنظيم مشترك بين ثلاث قارات، بل سيصبح الأضخم في تاريخ كرة القدم، فاتحاً صفحة جديدة في مسار تطور اللعبة الأكثر شعبية في العالم.