كيف يكشف احتجاز المغاربة في الجزائر أصل معضلة الحركى؟؟
عبد الفتاح نعوم*
أوسخ تناقض يمكنك أن تقابله هو أن تعمد سلطات شيء يدعي أنه دولة إلى الحؤول دون تجديد إقامة مهاجرين مقيمين وعدم إعادتهم إلى بلدهم، وفي الوقت نفسه احتجازهم بشكل قسري، بمبرر أن قنصلية بلادهم تضع خريطة البلاد على الوثائق، وحيث إن المحتجزين ودولتهم يرفضون أن تجتزأ خريطة الوطن، فإن المغاربة العالقين في بلاد بوعكاز يعيشون حكم إدانة بالسجن المؤبد دون وجود أي حكم قضائي أو موجب لذلك.
وعليه ينبغي أن يراجع عسكر حليب الأشجار شكل الدولة الذي يريدونه، وأن يضبطوا ساعاتهم على العهود المبكرة من العصر الروماني وتقويمه لأنهم يستحيل أن يكونوا من أهل هذا العصر.
ومادام هذا الموضوع يعني بالنسبة لعسكر بوعكاز الشيء الكثير، وهم مهووسون به باعتبارهم أيضا صناع محتوى، يبحثون عما يقال، فانصحهم أن لا يرفعوا التكلفة الإنسانية أكثر مما كلفتهم لحد الساعة، إذ هناك محتجزون في تندوف وفي تيزي وزو، ومغاربة محتجزون أحياء وأمواتا، أنصحهم أن يطردوا كل المغاربة الموجودين لديهم كما فعلوا عام 1975، إن كانوا رجالا فعلا، وليتنصلوا من اتفاق الاستيطان المبرم بين الجزائر والمغرب عام 1963، ثم ليتشجعوا أكثر ويسقطوا الجنسية عن أي جزائري أحد أبويه مغربي، وبدل تضييع الوقت في هذه الممارسات الغبية والحقودة فليصنعوا حركى جدد في المغرب.
إن تصرفات عسكر المرادية اتجاه المغاربة المقيمين في الجزائر، واتجاه مغاربة الجزائر، لا تختلف عن تصرفاتهم المريضة اتجاه الجزائريين والسوريين والنيجريين والماليين والموريتانيين، وهي في الحقيقة كشاف هام عن الذهنية الاستعمارية التي صنعت مشكلة الجزائر من رحم احتقار الديموغرافيا، وهي أيضا سبب غرق عسكر المرادية إلى غاية اليوم في مشكلة الحركى، بالقدر الذي جعلها ورقة توظفها بلاد الافرنج وقتما أرادت ترويض عساكرها وارثي الإقليم الإفريقي.
*باحث في العلوم السياسية