
عصام لميني – رئيس الفيدرالية الوطنية للطلبة التجمعيين
في الوقت الذي أنهت فيه معظم الجامعات المغربية مباريات الولوج إلى الماسترات، وشرعت في الدراسة منذ أسابيع، تجد جامعة ابن زهر نفسها، مرة أخرى، في قلب جدل يتكرر كل سنة، شهر دجنبر وصل والماسترات لم تُعلن بعد !
مشهد يُعيد طرح الأسئلة ذاتها حول جودة التدبير ومدى احترام الجامعة للزمن البيداغوجي ولحقوق طلبتها.
من غير المفهوم أن تستمر هذه الوضعية، خصوصاً أن تأخر الإعلان لم يعد حدثاً طارئاً، بل أصبح تقليداً مؤسفاً يطبع علاقة الجامعة بطلبتها.
ما زاد الأمر سوءاً هو غياب أي بلاغ رسمي يشرح أسباب التأخر أو يحدد جدولة بيداغوجية واضحة، يزيد من منسوب الاحتقان داخل الوسط الجامعي، ويجعل آلاف الطلبة يعيشون حالة انتظار مُنهِكة، تتداخل فيها القرارات المؤجلة مع التزامات شخصية واجتماعية لا تحتمل الارتباك.
المفارقة أن الجامعة التي تمثل ما يقارب 53 في المئة من تراب المملكة، التي يُفترض أن تكون نموذجاً في التنظيم والانضباط، تترك الطلبة أمام مستقبل ضبابي، في وقت تتقدم فيه مؤسسات جامعية أخرى بخطى ثابتة وفق رزنامة شفافة ودقيقة تحترم طلبتها.
فالأثر المباشر لهذا التأخر لا يقتصر على الجانب البيداغوجي، بل يمتد إلى حياة الطلبة اليومية، سكن مؤجل، تنقل مرتبك، خطط مهنية معلقة، وأحياناً خسارة فرص أكاديمية أخرى.
لا يمكن اليوم الحديث عن تطوير نموذج جامعي ناجح دون حكامة صارمة للزمن البيداغوجي، وحين تعجز مؤسسة بحجم جامعة ابن زهر عن ضمان هذا المعطى الأساسي، يصبح النقاش حول جودة التكوين والبحث العلمي حديثاً بلا مضمون.
إن احترام الآجال ليس تفصيلاً بسيطاً، بل هو أساس المصداقية الأكاديمية وشرط الثقة بين الجامعة وطلبتها.
اليوم، جامعة ابن زهر مطالبة بتواصل شفاف، إعلان فوري عن المباريات وتعهد مؤسساتي بتحديد رزنامة سنوية ثابتة تُحترم دون استثناء.
فاستمرار هذا الارتباك يسيء إلى صورة الجامعة، ويُعمّق الفجوة بينها وبين الطلبة الذين ينتظرون تعليماً مبنياً على الوضوح لا على المفاجآت المتكررة.
إلى أن يتم ذلك، نطرح سؤالا واحداً، كيف يمكن لجامعة تخطئ في حساب الزمن أن تنجح في بناء المستقبل؟





