مسيرة نسائية بتالحيانت تقطع 20 كلم لكسر العزلة والمطالبة بالطريق والماء

حسين العياشي

انطلقت عشرات النساء صباح اليوم الثلاثاء من منطقة تالحيانت بإقليم خنيفرة في مسيرة على الأقدام نحو مقر عمالة الإقليم، وهن يلوحن بالأعلام الوطنية ويحملن أطفالهن على ظهورهن، عاقدات العزم على قطع أكثر من عشرين كيلومتراً لإسماع صوتهن مباشرة للمسؤولين. مطلبهن كان واضحاً وبسيطاً: رفع التهميش وفك العزلة عن المنطقة، وتوفير أبسط مقومات العيش الكريم.

تحركت المسيرة على وقع شعارات تُلخّص حاجات يومية مؤجلة؛ طريق معبّد يربط الدواوير ببعضها وبالخدمات، نقل عمومي ومنظومة للنقل المدرسي تُبقي التلاميذ في الفصول بدل أن تعزلهم المسافات، خدمة إسعاف تصل عند الطوارئ قبل فوات الأوان، وماء صالح للشرب لا ينقطع. هذه العناوين، على بساطتها، كانت الوقود الذي دفع النساء إلى ترك البيوت والسير جماعة نحو مقر العمالة.

وبينما كانت الخطى تقترب من هدفها، تدخلت القوات العمومية لتفريق المسيرة ومنعها من إتمام الطريق. المحتجات عبرن عن رفضهن لهذا التعاطي، معتبرات أن الاحتجاج السلمي حق يتيح لهن نقل مطالبهن إلى المسؤول الأول عن الإقليم. ورغم محاولتهن مواصلة السير متحديات المنع، دخل عدد من المنتخبين ومسؤولين محليين على الخط في مسعى لتهدئة الأجواء وإقناع النساء بالعودة إلى بيوتهن، مع تقديم وعود بالتفاعل مع المطالب المطروحة.

المشهد الذي شهدته تالحيانت ليس معزولاً؛ فقرى عديدة عبر جهات مختلفة من المغرب تعرف منذ أشهر تحركات مشابهة، تلتقي عند نداء واحد يطلب الحقوق الأساسية في الصحة والتعليم والطريق والماء، وتقليص الفوارق المجالية وتنمية الوسط القروي والمناطق الجبلية. بين أقدامٍ أثقلتْها المسافة وأصواتٍ أثقلتها الحاجة، يتجدد السؤال القديم عن عدالة الخدمات وتقريبها من المواطنين، وعن وعودٍ يأمل السكان أن تتحول هذه المرة إلى واقع ملموس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى