مشروع جهوي بالعيون الساقية الحمراء للرفع من نسبة النجاح في البكالوريا

إعلام تيفي -بلاغ
كشفت مذكرة صادرة عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة العيون الساقية الحمراء عن تفاصيل مشروع جهوي طموح يهدف إلى تطوير الأداء التربوي ورفع نسبة النجاح الإجمالية في امتحانات البكالوريا إلى ما لا يقل عن 65% بحلول الدورة الأولى لسنة 2026. وأوضحت المذكرة، المؤرخة في 24 شتنبر 2025 والموجهة إلى مختلف الفاعلين التربويين، أن هذه المبادرة تندرج في إطار تفعيل خارطة الطريق 2022-2026، وتشكل محطة أساسية لجعل الموسم الدراسي الحالي منطلقا لتحقيق نقلة نوعية في نتائج سلك البكالوريا.
وفصلت الوثيقة الأسس التي يقوم عليها المشروع، والتي ترتكز على أربعة منطلقات رئيسية، أولها إحداث تحول في أساليب التدبير بالانتقال من التركيز على الإنجاز إلى البحث عن الأثر الفعلي على المتعلم والأستاذ والمؤسسة. كما يشمل هذا التوجه جعل الإصلاح شاملا ومسرعا ليستهدف التعليم الثانوي التأهيلي، واعتبار المواكبة الميدانية والتقييم الإيجابي أساسا لتجويد التعلمات، فضلا عن الاستجابة لتطلعات الشركاء والفاعلين المحليين في تحسين مؤشرات النجاح ضمن حكامة جهوية مشجعة على المبادرات المبتكرة.
وحددت المذكرة عددا من التدابير العملية، من أبرزها إلزام كل ثانوية تأهيلية بوضع رؤية واضحة ومؤشرات مرقمة لنسبة النجاح المستهدفة في أفق 2026. كما شددت على أهمية توفير بيئة مدرسية مستقرة عبر ضبط البنيات التربوية وحركة التلاميذ بتنسيق مع المصالح الإقليمية، ومعالجة ظاهرة الغياب من خلال تفعيل منظومة “مسار” والتواصل المباشر مع الأسر، إلى جانب تنظيم حصص دعم واستدراك لفائدة التلاميذ المهددين بالانقطاع، بمواكبة الأخصائيين الاجتماعيين.
وأكدت الوثيقة أن إنجاح المشروع رهين أيضاً بتوفير الحد الأدنى من شروط العمل للأساتذة والموارد التعليمية، وتفعيل المساطر القانونية لتدبير الغيابات، وضمان الزمن المدرسي الكامل للتلاميذ عبر تعويض الحصص الضائعة وسد أي خصاص. كما نصت على تتبع دقيق لإنجاز المقررات من طرف النظار والمفتشين، وتأسيس هياكل للحياة المدرسية لمحاربة الغش وتعزيز النزاهة، مع تقوية خدمات التوجيه لمساعدة التلاميذ على بناء مشاريعهم الشخصية.
وبخصوص البرمجة الزمنية، خصص شهر شتنبر الجاري لاستكمال التسجيلات وإنجاز التقويمات التشخيصية وبرمجة الدعم وتقاسم الرؤية مع الفاعلين. فيما ستركز الفترة الممتدة من أكتوبر 2025 إلى منتصف يناير 2026 على دراسة نتائج الفروض وإطلاق الدعم المندمج، ليتم تقييم نتائج الدورة الأولى في نهاية يناير ومناقشتها مع الأسر. أما من فبراير إلى منتصف ماي فستتواصل عمليات المواكبة والدعم، على أن تُجرى الامتحانات التجريبية في أواخر ماي استعدادا للدورة الأولى.
وشددت على أهمية حكامة المشروع، من خلال تفعيل هيكلة للقيادة والتتبع، وتسريع وتيرة تبادل المعطيات عبر منظومتي “مسار” و”مسير” لتتبع غياب التلاميذ والأساتذة، إضافة إلى منصات رقمية للتنسيق والتواصل. كما أبرزت أن نجاح المبادرة يرتكز على ثلاثة مقومات أساسية: استقرار الموارد البشرية والمتعلمين، التعبئة الجماعية، والتقييم المستمر، مؤكدة أن هذه المرتكزات تمثل الضمانة الأساسية لتحقيق الهدف المتمثل في بلوغ 65% كنسبة نجاح في البكالوريا سنة 2026.