معاناة النقل تؤزم الدخول المدرسي بجمعة سحيم

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

“نعيش يومياً معاناة حقيقية، فالتلاميذ والطلبة يتأخرون عن دراستهم والموظفون عن عملهم بسبب ضعف خدمات النقل”، بهذه الكلمات عبّر أحد الآباء، وهو أب لطفلين يدرسان بمدينة آسفي، عن حجم الأزمة التي تخنق ساكنة جماعة جمعة سحيم والجماعات المجاورة، من قبيل لحضر، البخاتي، الكرعاني، المصابيح، سيدي عيسى وشهدة.

وقال الأب ل”إعلام تيفي” :”فمع انطلاق الموسم الدراسي الحالي، ازدادت حدة أزمة النقل التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات، إذ تعتبر جمعة سحيم نقطة انطلاق رئيسية نحو مدينة آسفي، ما يضاعف الضغط اليومي على حافلات النقل العمومي وسيارات الأجرة الكبيرة”.

هذا الوضع يؤدي إلى اكتظاظ غير مسبوق، حيث تغادر الوسائل ممتلئة عن آخرها، مما يضطر العديد من التلاميذ والطلبة إلى الانتظار لساعات طويلة أو التخلي عن رحلاتهم اليومية، الأمر الذي يترتب عنه تأخر متكرر عن الحصص الدراسية والمواعيد الإدارية.

في ظل هذه الأوضاع المأزومة، لم تسلم سيارات الأجرة الكبيرة بدورها من الانتقادات، إذ اشتكى عدد من الركاب من الشروط التي يفرضها بعض السائقين بغية تحقيق ربح أكبر، كإلزام الزبناء بانتظار امتلاء السيارة بالكامل قبل الانطلاق، أو رفض بعض الوجهات التي تعتبر أقل مردودية، حسب المتحدث.

في سياق الأزمة الخانقة، يشتكي المواطنون أيضاً من سلوكات بعض سائقي سيارات الأجرة الكبيرة، حيث يشترطون على الركاب التوجه في مسار معين بثمن محدد، ثم يعرضون الوجهة نفسها عبر سيارة أخرى بثمن إضافي، أو حتى بالعودة لنفس السيارة لكن بسعر مختلف، فقط من أجل زيادة الربح.

هذه الممارسات، التي تتم رغم أن الوجهة معروفة ومعتادة نحو مدينة آسفي أو بعض المراكز القريبة، تجعل معاناة الساكنة مضاعفة، إذ يجد الركاب أنفسهم مجبرين على دفع مبالغ إضافية تفوق التسعيرة القانونية أو الانتظار لفترات طويلة، في غياب أي مراقبة فعلية تردع هذه التجاوزات.

مما يزيد من معاناة المواطنين، خاصة التلاميذ والطلبة الذين يكونون في سباق مع الزمن للوصول إلى مؤسساتهم التعليمية، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للقبول بهذه الشروط المجحفة أو البحث عن وسيلة بديلة نادرة في المنطقة.

وكشف المتحدث أن الأزمة لم تعد محصورة في جمعة سحيم وحدها، بل تشمل نطاقاً واسعاً من الجماعات المجاورة، وهو ما يجعل التدخل أمراً ملحاً لتخفيف الضغط وضمان حق التنقل في ظروف تحفظ كرامة الساكنة.

وفي ظل هذا الواقع، يطالب المتضررون عامل إقليم آسفي بالتدخل العاجل لإيجاد حلول عملية، سواء عبر تعزيز العرض في وسائل النقل أو التفكير في إدماج جمعة سحيم في خدمات النقل الحضري على غرار جماعة جزولة، بما يضمن للساكنة حقها المشروع في تنقل آمن ومنظم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى