
حسين العياشي
عبر عدد من مغاربة العالم الذين توافدوا على مدينة فاس خلال صيف 2025، عن خيبة أمل كبيرة جراء تدهور خدمات النظافة، رغم الميزانيات الضخمة التي ترصدها الجماعة لصفقات تدبير النفايات.
وكشفت مصادر محلية، أن أحياء مكتظة بالساكنة تعيش تحت وطأة أكوام من الأزبال والروائح الكريهة، ما أثار استياءً عارماً لدى الساكنة والزوار على حد سواء. وأوضح مهاجر مغربي مقيم بفرنسا أن “الأموال الطائلة التي تُنفق على قطاع النظافة لا تظهر نتائجها على أرض الواقع، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول فعالية إدارة هذه الصفقات”.
الانتقادات لم تقف عند المواطنين، إذ حمّل نشطاء جمعويون ومراقبون للشأن المحلي المسؤولية المباشرة للشركات المفوض لها تدبير القطاع، معتبرين أن غياب المراقبة والمحاسبة من طرف السلطات بعمالة فاس فاقم الوضعية. وطالبوا بفتح نقاش شفاف حول أسباب هذا التراجع، وإشراك المجتمع المدني في تتبع أداء هذه الشركات، حتى لا تتحول ميزانيات بالملايير إلى مجرد أرقام على الورق.
ويأتي هذا الغضب في وقت باتت فيه صورة فاس، المدينة العريقة المصنفة تراثاً عالمياً، مهددة بالتشويه بفعل تراكم النفايات في شوارعها وأزقتها، ما يسيء إلى سمعتها السياحية والتاريخية. وهو ما يجعل السؤال مطروحاً بإلحاح: أين تذهب أموال صفقات النظافة؟ ولماذا تعجز عن إنقاذ العاصمة العلمية من هذا الواقع البيئي المقلق؟





