مكناس.. المجلس العلمي الأعلى يحتفي بخطباء الجمعة المتميزين

حسين العياشي

في أجواء مفعمة بالوقار والاعتزاز، شهدت مدينة مكناس يوم الخميس حفلًا مهيبًا نظمته الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، تم خلاله تكريم ثلة من خطباء الجمعة الفائزين في مسابقة “الخطب المنبرية” برسم نسختها السادسة، الخاصة بجهتي فاس – مكناس ودرعة – تافيلالت.

أربعة عشر خطيبًا، تسعة من جهة فاس – مكناس وخمسة من درعة – تافيلالت، حازوا هذا التتويج تقديرًا لجودة خطبهم وعمق رسائلها، في مبادرة ترسخ ثقافة التحفيز والتنافس الإيجابي بين الأئمة والخطباء، وتشجع على تجديد الخطاب الديني بأسلوب يلامس قلوب الناس وعقولهم.

في كلمته بالمناسبة، أكد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، السيد سعيد شبار، أن تكريم الخطباء ليس مجرد اعتراف بتميزهم البلاغي، بل هو احتفاء بمكانة المنبر ذاته باعتباره فضاءً للتواصل المباشر مع المواطنين، ومجالًا لتربية الوعي الديني وترسيخ القيم الأخلاقية. وأبرز أن خطبة الجمعة تؤدي وظائف متعددة، من تبليغ أسس الدين في بعدها الوجودي والشرعي، إلى تهذيب السلوك وتصحيح المفاهيم، لتغدو بذلك المدرسة المنبرية رافعة تربوية وروحية تحفظ تماسك المجتمع ووحدته الدينية والوطنية.

وشدد شبار على العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، للخطاب الديني ولإحياء السيرة النبوية الشريفة، مبرزًا أن هذه الرعاية الملكية السامية تعكس حرص جلالته على صيانة الثوابت الدينية للمملكة وتعزيز إشعاعها الروحي في العالم الإسلامي.

كما عبّر الأمين العام عن تقديره للجهود التي يبذلها رؤساء المجالس العلمية المحلية في تأطير الوعاظ والخطباء، مشيرًا إلى أن كل خطيب هو فائز في حد ذاته، لأن أداءه رسالة المنبر بصدق وإخلاص يعد أسمى أشكال التكريم.

من جانبه، أوضح رئيس المجلس العلمي الجهوي لفاس – مكناس، الدكتور حسن عزوزي، أن هذا اللقاء يجسد عناية جلالة الملك بأهل المنبر، ويترجم إرادة المجلس العلمي الأعلى في تشجيع الخطباء على تجديد الخطاب الديني، من خلال خطب واضحة، قريبة من الناس، ومتجذرة في القيم الأصيلة للإسلام المعتدل. وأضاف أن المسابقة تأتي أيضًا في سياق تفعيل التوجيهات الملكية الواردة في الرسالة السامية التي وجهها جلالته إلى المجلس العلمي الأعلى بمناسبة الاحتفاء بمرور 1500 سنة على ميلاد الرسول الكريم، وهي رسالة تؤكد أهمية تجديد الفهم الديني بما يواكب تطورات العصر دون إخلال بالثوابت.

أما الفائز عن عمالة مكناس، الإمام محسن غشوي من مسجد النصر، فاعتبر هذا التتويج دافعًا قويًا لمواصلة أداء رسالة الخطابة بروح من المسؤولية والالتزام، مؤكدًا أن المنبر يظل أداة مركزية في بناء الوعي الديني السليم، ومجالًا لتبصير الناس بما ينفعهم في دنياهم ودينهم.

وجرت مراسم التكريم بحضور رئيس المجلس العلمي الجهوي لدرعة – تافيلالت، وعدد من رؤساء المجالس العلمية المحلية بالجهتين، إلى جانب مندوبي الشؤون الإسلامية، وخطباء وأئمة ومرشدين ومرشدات، في مشهد جمع بين روح العلم والتقوى والاعتراف بالجميل.

بهذا الحدث، يجدد المجلس العلمي الأعلى تأكيده على أن المنبر المغربي يظل منارة للهداية والتنوير، ومدرسة لتأصيل القيم السمحة التي ميزت النموذج الديني للمملكة، في ظل الرعاية السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى