من الداخلة: حزب التقدم والاشتراكية يدعو إلى تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات

حسين العياشي

أكد حزب التقدم والاشتراكية أن المغرب دخل مرحلة جديدة في مسار تعزيز وحدته الترابية والديمقراطية، وذلك خلال اجتماع استثنائي عقده المكتب السياسي للحزب بمدينة الداخلة بمناسبة الذكرى السبعين لعيد الاستقلال. وقد اختار الحزب هذه المدينة الرمزية، التي تعد من أبرز معالم الوطن في أقاليمه الجنوبية، ليؤكد من خلالها التزامه الراسخ بقضية الوحدة الوطنية، وبالإنجازات الكبرى التي تحققها المملكة على مختلف الأصعدة.

وخلال الاجتماع، أشار الحزب إلى القرار التاريخي لمجلس الأمن الدولي الذي أقر الحكم الذاتي في الصحراء المغربية كحل واقعي وقابل للتنفيذ لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء. هذا القرار، الذي يعكس الإجماع الوطني ويعزز من موقف المغرب في الساحة الدولية، جاء ليكرس السيادة المغربية على أراضيه، ويؤكد إصرار المملكة على الحفاظ على وحدتها الترابية بكل الوسائل المتاحة.

كما أشاد حزب التقدم والاشتراكية بالدور الريادي الذي يلعبه جلالة الملك في هذا التحول التاريخي، مشيرًا إلى أن هذه المسيرة المباركة لم تكن لتتحقق لولا تضافر الجهود الوطنية والإرادة الجماعية للشعب المغربي بمختلف مكوناته. وأكد الحزب أن هذا الإنجاز ما هو إلا ثمرة لعقود من الكفاح والتضحية، ساهم فيها المواطنون من كل الأقاليم، وخصوصًا من الأقاليم الجنوبية التي تظل ساهرة على حماية الوطن ومساندة الوحدة الوطنية في كل الظروف.

وأضاف الحزب أن المرحلة الحالية تتطلب مزيدًا من التضافر بين جميع المغاربة، من أجل تعزيز الجبهة الداخلية والتعامل بحكمة مع مختلف التحديات، بما في ذلك تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وقد دعا الحزب إلى توسيع المشاركة السياسية وتعزيز نظام الحكامة، مشددًا على ضرورة إتمام الإصلاحات الدستورية وتعزيز الحريات العامة، بالإضافة إلى تعزيز العدالة الاجتماعية عبر توزيع الثروات بشكل عادل وشفاف.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع الجزائر، دعا الحزب إلى فتح صفحة جديدة من التعاون بين البلدين، مشيرًا إلى أن المغرب يمد يده للأشقاء الجزائريين من أجل تجاوز خلافات الماضي والعمل معًا على بناء مغرب كبير يعم فيه السلام والتنمية المستدامة. وقد أكد الحزب أن مشروع الحكم الذاتي في الصحراء المغربية ليس فقط حلاً سياسيًا، بل هو مشروع تنموي واجتماعي يعزز من الاستقرار في المنطقة ويحقق الرخاء لشعوبها.

وفي ختام الاجتماع، جدد الحزب دعوته إلى تعزيز التعبئة الوطنية من أجل حماية مكتسبات الوطن، مع التأكيد على أهمية الإصلاحات الهيكلية في الاقتصاد المغربي، وتوسيع آفاق التنمية على أساس العدالة الاجتماعية، من أجل تحقيق النمو المستدام وتوفير فرص العمل للمواطنين.

من مدينة الداخلة، التي تحمل في طياتها دلالات الوحدة والتحدي، يواصل حزب التقدم والاشتراكية تأكيد التزامه بمواصلة النضال من أجل تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، والعمل على بناء مغرب موحد ومتقدم يحقق تطلعات شعبه في كل المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى