مناقصة بقيمة 7.4 مليون درهم.. أكادير تتسابق مع الزمن
حسين العياشي
تعيش مدينة أكادير هذه الأيام وتيرة عمل استثنائية، استعدادًا لاستقبال بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025، وفي قلب هذا الاستعداد، احتل تحديث شبكة النقل العام أولوية قصوى، لضمان تدفق سلس للمشجعين والزوار وتقديم صورة حضارية للمدينة.
وسط هذا التسارع، أطلقت شركة “أكادير للتنقل” (Agadir Mobilité SA) مناقصة بقيمة 7.4 مليون درهم لتركيب محطات توقف الحافلات الجديدة، في إطار التحضير لبدء تنفيذ عقد الإدارة المفوضة المستقبلي لخدمة النقل الحضري وشبه الحضري. وتهدف هذه المحطات الحديثة إلى تعزيز كفاءة الشبكة وجعل انتظار الحافلات أكثر راحة وأمانًا للمواطنين والزوار على حد سواء.
وفي سياق موازٍ، تم تخصيص 12.6 مليون درهم لشركة ARTELIA SAS لتقديم المساعدة الفنية والإشراف على تنفيذ العقد الجديد. ويأتي هذا التدخل ضمن جهود مجموعة الجماعات الترابية لأكادير الكبير، لضمان تنفيذ المشروع وفق معايير الجودة العالمية، خصوصًا مع اعتماد هذا العقد على نموذج تتولى فيه السلطة المانحة للتفويض كافة الاستثمارات، مما يسهم في الحد من التأخيرات وتحسين الأداء المالي والتقني للشبكة.
في إطار تجهيز الأسطول، أعلنت شركة أكادير للتنقل عن مناقصة جديدة بقيمة 191 مليون درهم لاقتناء 78 حافلة حضرية وشبه حضرية. ويشمل هذا الاستثمار شراء جزء من أسطول الحافلات التقليدية، بالإضافة إلى 30 حافلة مفصلية BHNS، ما يعزز قدرة الشبكة على الاستجابة للضغط المتوقع خلال البطولة وبعدها.
ويبلغ عدد الحافلات الحالية 170 مركبة في الخدمة من أصل 201، موزعة على 25 خطًا حضريًا و10 خطوط شبه حضرية، في حين من المتوقع تسليم الدفعة الأولى من الحافلات الجديدة في دجنبر 2025، أي قبل انطلاق كأس الأمم الأفريقية، على أن يكتمل التسليم النهائي بحلول غشت 2027، بما يضمن استدامة الخدمة وتحسين جودة النقل لفترة طويلة.
ويأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية أوسع لتحسين النقل الحضري في المغرب، تستهدف تحقيق استدامة بيئية وتقليل الازدحام المروري، مع إدماج الحافلات ذات المستوى العالي في خطوط رئيسية تخدم المدينة والمناطق المحيطة بها. ويعكس هذا التوجه إدراك المسؤولين لأهمية النقل الحضري الحديث كأداة لتحفيز التنمية الاقتصادية والسياحية، لا سيما مع اقتراب احتضان المدينة لمنافسة رياضية قارية كبيرة.
مع اقتراب كأس الأمم الأفريقية 2025، تتجلى في أكادير صورة العمل الدؤوب والتخطيط الاستراتيجي، حيث يشكل تحديث شبكة النقل العام مشروعًا محوريًا يوازي أهمية الاستعدادات الرياضية والفندقية. ويؤكد هذا التحرك أن المدينة ليست فقط مضيفة للبطولة، بل تتجه نحو إرساء نموذج حضري مستدام وعصري يعكس طموحات المغرب في تعزيز البنية التحتية وجودة حياة المواطنين والزوار على حد سواء.
