مناورات مشتركة بالرباط تعزيزًا لجاهزية مواجهة الكوارث والأزمات

حسين العياشي

أعطت القوات المسلحة الملكية، إلى جانب الحرس الوطني لولاية يوتا الأمريكية، انطلاقة مناورات “Maroc Mantlet 2025” الخاصة بالتأهيل والتدريب على الاستعداد والاستجابة لمختلف الكوارث.

التمرين، الذي تحتضنه الرباط، يعرف مشاركة واسعة لفرق متعددة التخصصات، تضم إلى جانب القوات المسلحة الملكية والحرس الوطني الأمريكي، كلاً من اللجنة المغربية للاستجابة النووية والإشعاعية والبيولوجية والكيميائية (NRBC)، والوقاية المدنية، ووزارة الداخلية، والمديرية العامة للأمن الوطني.

ويمثل هذا التمرين السنوي ثمرة لما يقارب عقداً من التعاون الثنائي المتواصل، ليصبح اليوم أهم حدث تكويني مدني–عسكري يركز على محاكاة أزمات واقعية وصياغة حلول عملية للتعامل معها.

نسخة هذه السنة أولت اهتماماً خاصاً لتعزيز آليات الوقاية والاستجابة السريعة، وإدماج الوحدات العسكرية في جهود إدارة الأزمات، إضافة إلى دعم التنسيق الإنساني واستخدام التكنولوجيات الحديثة مثل الطائرات بدون طيار لتأمين تقييم فوري للأوضاع وقيادة العمليات بشكل أمثل.

وقد صرح اللفتنانت كولونيل آدم شيرمان، قائد وفد الحرس الوطني لولاية يوتا، قائلاً:

“نحن فخورون بالمشاركة في مناورات Maroc Mantlet منذ 2013. هدفنا هو تعزيز الروابط مع شركائنا المغاربة، وتجريب تقنيات ومعدات جديدة، والعمل جنباً إلى جنب في مجالات البحث والإنقاذ، ومكافحة الحرائق، والإسعافات الطبية، والتدخلات في مواجهة التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.”

ويكرس هذا التمرين المكانة البارزة للمغرب كـ فاعل إقليمي محوري في مجال الاستجابة الإنسانية الطارئة، ويساهم في تعزيز قابلية التشغيل المشترك بين القوات المغربية والأمريكية، انسجاماً مع أولويات القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) الرامية إلى إرساء شراكات إقليمية أكثر صلابة واستقلالية.

في ختام هذه المناورات، ستعمل الوحدات المشاركة، وفي مقدمتها الوحدة المغربية للإنقاذ والإغاثة، على تقييم التجربة وصياغة خلاصات وأفضل الممارسات، بما يضمن استدامة المكتسبات وتعميمها على باقي الشركاء الإقليميين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى