موازين” في مهبّ الانتقادات.. عشوائية التنظيم تفسد احتفال العشرين سنة

فاطمة الزهراء ايت ناصر

شهدت الدورة العشرون من مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” موجة من الانتقادات الحادة، حول ما وصفه فنانون وصحافيون وجمهور عريض بـ”سوء تنظيم غير مسبوق” حوّل التظاهرة الفنية الأشهر في المغرب إلى تجربة فوضوية، شوهت صورة المهرجان الذي لطالما افتُخر به كواجهة ثقافية دولية.

من أبرز مظاهر الارتجالية، برزت العشوائية في جدولة السهرات، حيث تم دمج فنانين من مشارب فنية متباعدة في الليلة نفسها، كما حدث مثلاً عندما تم الجمع بين فنان شعبي ومغني راب، مما خلق جمهورًا متضارب التوجهات، مشتّت الاهتمام، وفاقدًا للانسجام، ما أفرغ بعض الحفلات من روحها.

أما السهرة التي أحياها كاظم الساهر بمسرح محمد الخامس، فكانت نموذجًا صارخًا للفشل التنظيمي؛ فقد تجاوز عدد الحضور الطاقة الاستيعابية للمسرح، وسط ارتباك في توزيع المقاعد، وحرارة خانقة داخل القاعة بسبب غياب التكييف، في مشهد أثار استياء الجمهور، ولم يَخْفَ حتى على القيصر نفسه، الذي عبّر عن انزعاجه على الخشبة.

وإن كانت منصة كاظم قد عرفت ازدحامًا، فإن منصات أخرى كانت ضحية الإهمال في الإعلان والترويج، كما هو حال سهرة الفنانة نجاة اعتابو، التي لم يُعلن عنها إلا قبل يومين فقط، مما دفع مديرة أعمالها وابنتها إلى وصف الأمر بـ”غير المهني”، مؤكدة أن هذا التعامل يُظهر استصغارًا للفنان المغربي ويؤثر على جودة التنظيم.

وفي تصعيد قانوني، هددت شركة “أكتسند فيزيون”، المالكة لحقوق صورة عبد الحليم حافظ، بمقاضاة إدارة المهرجان، بسبب تنظيم عرض “هولوغرام” للفنان الراحل دون ترخيص، معتبرة ما حدث استحواذًا غير قانوني على ملكية فكرية وتجارية حصرية.

أما واقعة المغنية نانسي عجرم، التي تجاهلت رفع العلم المغربي خلال حفلتها، فقد فجّرت غضبًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها نشطاء “تصرفًا غير محترم”، محمّلين إدارة المهرجان مسؤولية التساهل مع فنانين لا يُبدون الحد الأدنى من التقدير للبلد وجمهوره.

الصحافيون بدورهم لم يكونوا أوفر حظًا، فقد قاطع عدد منهم تغطية فعاليات الدورة العشرين، احتجاجًا على “الارتجال في التنظيم”، خاصة بعد تغيير مكان الندوات الصحافية إلى “فيلا الفنون” قبل أقل من 48 ساعة من انطلاق المهرجان، دون إشعار أو تنسيق، ما أربك المهنيين، وأدى إلى قاعات شبه فارغة وغياب لافت للمنابر الوطنية والدولية.

وفي وقت ينتظر فيه الجمهور المغربي دورة استثنائية بمناسبة مرور عشرين سنة على انطلاق المهرجان، تحوّل هذا الموعد المنتظر إلى مناسبة للاحتجاج والتساؤل: هل لا تزال “موازين” تستحق موقعها ضمن أكبر المهرجانات الموسيقية بالعالم؟ أم أن الوقت قد حان لمراجعة شاملة لطريقة تدبيره، حفاظًا على ما تبقى من بريقه؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى